اشعر بقلق وتوتر إذا قاومت ما توسوس به نفسي وأشعر بإلحاح داخلي للقيام به. من صفات شخصيتي الجمود والعناد والتردد الشديد والشك والتدقيق والحذر والاهتمام بالتفاصيل والحساسية ويقظة الضمير وحب النظام والنظافة الشديدة وحب الهدوء وعدم الإزعاج والتردد عند شراء الأغراض وعدم اتخاذ القرارات بسرعة والبطء في العمل...... أسرف في المراجعة والتدقيق والجمود وعدم التسامح والعناد والدقة الزائدة والقلق إذا وقعت في المحظور... أحب النظام والنظافة ومحاولة اختيار الأحسن دائما وطقوس ثابتة في غسل اليدين والرجلين المتكرر.
أعاني من احتمال الخطأ دائما والتأكد المتكرر من الأعمال وتكرار السلوك مثل مراجعة عد النقود وتكرار قفل الأبواب ومحابس المياه والغاز والتأكد من طهارة المياه الموجودة في الشارع والفزع الشديد من مياه المجاري وتوهم النجاسة. أخاف من الجراثيم والميكروبات والقذارة والعدوى، ولذا أتجنب مصافحة الناس في بعض الأحيان.. أقلق وأغضب لأتفه سبب وإذا سقط مني شيء على الأرض غسلته بالماء والصابون واغسل بالصابون بعض الأشياء التي لا تغسل به عادة مثل أدوات السباكة الجديدة لأنني اشك أنها كانت ملوثة في المعرض الذي اشتريتها منه.
أرجو منك تشخيص حالتي وتوجيهي للعلاج المناسب؟
أرى انك تعانى آخي الكريم من علتين نفسيتين:
الأولى هي اضطراب الشخصية الو سواسية وتتمثَّل في وصفك الدقيق لسمات شخصيتك متمثلة في التردد الشديد والخوف من الخطأ والضمير الحي بشكل مقلق والدقة المتناهية وعدم المرونة في التعامل مع الأحداث والمتغيرات من حولك والاعتناء بالنظافة والنظام والصحة وغيرها من السمات الشخصية التي أبدعت في عرضها وكأنك تقرأ من كتاب في الطب النفسي.
يرتكز علاج هذه العلة بشكل أساسي على جلسات العلاج النفسي، وخصوصا جلسات العلاج المعرفي السلوكي التي يسعى من خلالها المعالج إلى تغيير أسلوب تفكير الفرد وتبصيره بوسائل أخرى عملية يتعامل من خلالها مع أحداث الحياة بطريقة اكثر مرونة وبعيدة عن القلق.
وأما علتك الثانية فمرض الوسواس القهري وهو عبارة عن أفكار أو أفعال أو خيالات أو خواطر متكررة بغيضة يدرك الفرد أنها خاطئة ويسعى في مقاومتها لكنه يفشل في اغلب الاحيان مما يزيد من همه وقلقه، ويتمثَّل الوسواس عندك في تكرار بعض الأفعال عدة مرات مثل غسل اليدين وقفل الأبواب ومحابس المياه والغاز وغير ذلك رغم إدراكك لخطأ فعلك إلا أن هناك ما يجبرك أو كما وصفته في بداية سؤالك «إلحاح داخلي للقيام به».
يرتكز علاج الوسواس القهري في الجمع بين أمرين أساسين:
1- العلاج النفسي وخصوصا المعرفي السلوكي.
2- بعض العقاقير الطبية التي توازن مادة السيروتين في الجسم، وفي حالات نادرة جدا عندما يشتد الوسواس ويستعصي على العلاج فقد يلجأ الطبيب إلى الجراحة إذا وجد ما يدعو لذلك لأنها وسيلة علاجية ذات آثار جانبية بليغة في بعض الأحيان.
تفترض الدراسات النفسية أن سبب هذه العلل يعود إلى الاستعداد الوراثي لدى الفرد وأسلوب التربية في الطفولة وبعض التغيرات الكيميائية وكذلك بعض الظروف الاجتماعية تفجر ذلك الاستعداد الوراثي دعواتي لك بالشفاء ونصيحتي لك بزيارة اقرب معالج نفسي.
سعاد الدباسي
أخصائية العلاج النفسي الإكلينيكي
مركز النخبة الطبي الجراحي
|