Monday 22nd december,2003 11407العدد الأثنين 28 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المشكلة فكرية.. الدين منها براء المشكلة فكرية.. الدين منها براء
باجد بن رفاع العضياني

جميع الشعب السعودي استنكر بشدة حوادث التفجيرات الارهابية في المملكة العربية السعودية لأن هذا العمل الاجرامي الإسلام بريء منه والتظاهر بالتدين لممارسة الارهاب وإزهاق أرواح الأبرياء عمل لا يقبله لا ديننا ولا عاداتنا ولا قيمنا.
الكثير اعتبر هذا الامر مشكلة في الدين (أو الظاهرة الدينية لدى الشباب) وهذا في نظري شيء خاطئ، فالدين منذ أكثر من 1400 سنة وهو موجود ونقي من أي تطرف وإرهاب.
إذن فما هي المشكلة؟
المشكلة في نظري اجتماعية بحتة، ويجب على المتخصص في الشؤون الاجتماعية علاجها، وهي تكمن في عوامل عديدة، فهؤلاء الارهابيون سعوديون تربوا في أسر سعودية ونشؤوا في مدارس سعودية وتعلموا على ايدي سعوديين ولكنهم تعرضوا إلى عوامل خارجية عديدة منها على سبيل المثال: السفر لبعض البلاد التي بها مسلمون لكن على طريقة لا يعرفها الدين الإسلامي ومنها الانفتاح الفكري في مجال الاتصالات وثورة المعلومات.
فالدش والانترنت وبعض الكتيبات والأقراص فيها من الغث الكثير الذي شوَّه عقيدة وأفكار هؤلاء الارهابيين أما مدارسنا ومعلمونا وجامعاتنا ومفكرونا فوقفوا موقف المتفرج تجاه هذا الانحراف في بداياته.
نحن امام مشكلة اجتماعية فكرية الدين منها براء، فالدين كامل وصالح لكل زمان ومكان.
هؤلاء الإرهابيون اصبحوا ينظرون إلى الدين نظرة خاطئة والسبب هو نظرتهم القاصرة إلى العلم، فهم يتعمقون في الجزئيات ويتركون الكليات مما جعلهم يشخصون الإسلام حسب أهوائهم ونزواتهم ويفسرون معطياته لتحقيق أغراضهم.
والواجب على هؤلاء الارهابيين النظر إلى الدين الإسلامي نظرة شمولية والا كانت نظرتهم مبتورة الأجزاء وهنا سوف يشطح من يشطح عن جادة الحق والصواب، ومن يرجع ويتراجع عن هذه الافكار فهؤلاء هم الناجون، أما من يصمم على الاستمرار على خطئه وشطحاته فهم مصابون باضطرابات نفسية وعقلية لأنهم لجؤوا إلى الدين لتبرير سلوكياتهم غير السوية وبسبب تمسكهم بقيم يرونها ايجابية، ولأن رغبة هؤلاء الارهابيين في العودة إلى نموذج الإسلام الأول باللجوء إلى الدين ما هي إلا هروب من الواقع، ورفض له، وتعلق بأمل كاذب في الخلاص من المشاكل التي يواجهونها.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved