Monday 22nd december,2003 11407العدد الأثنين 28 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نظم المعلومات الصيدلانية نظم المعلومات الصيدلانية
الصيدلي- عبدالله فهد المشعل / إدارة خدمة المعلومات - نظم المعلومات الاكلينيكية

منذ اكتشاف الكمبيوتر.. بدأت الأمور في الاختلاف والتطور، لقد تدخل الكمبيور في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا وبوجود الانترنت فقد سهل على الانسان الاتصال والتواصل بكافة أرجاء العالم وهو في مكتبه أو بيته، ومع التطور الكبير والزيادة الهائلة في اعداد السكان في العالم وقلة الموارد لتوظيف الأيدي العاملة بات من المستحيل على الحكومات خدمة مواطنيها بدون التدخل من هذا الكمبيوتر وبالفعل بدأ الكمبيوتر يدخل في مجال إدارة شؤون الدولة عن طريق إدارة وزاراتها ومديرياتها، ولقد أبلى بلاء حسناً وكانت له فائدة كبيرة في الرقي بالعمل والدقة المتناهية والتسهيل على المواطنين.
إن بعض الدول قد حولت حكوماتها إلى حكومات إلكترونية حتى ان المواطن يستطيع تخليص كافة اجراءاته عن طريق الانترنت فلا داعي للخروج لإنهاء معاملاته وهذا بالتالي انعكس على أداء الموظف وانتاجيته.
ولعل من أهم المجالات التي دخل إليها الكمبيوتر وطورها تطويراً هائلاً هو مجال الصحة، فهو مجال حيوي ومتغير ومتجدد يحتاج إلى التطوير والمتابعة المستمرة لتقديم خدمة ممتازة ورعاية فائقة للمرضى، وبدأت في الفترة الأخيرة كلمة تتردد على مسامعنا كثيراً في المجال الصحي وهي كلمة نظم المعلومات الطبية! ولكن ما هي هذه الكلمة؟ دعونا نتعرف في الأسطر القليلة القادمة على معناها.
أولاً ما معنى كلمة نظم المعلومات الطبية وكيف نشأت؟
تعرف نظم المعلومات الطبية على أنها استخدام تطبيقات الكمبيوتر، الاتصالات، ونظم المعلومات في المجال الصحي، ويتضح من التعريف أنها عبارة عن دمج علمين حيويين الكمبيوتر والطب.
إن هذا الدمج ما بين هذين العلمين الحيويين له من الفائدة الكبيرة ما يعود على المريض بالشيء الكثير عن طريق تقديم الرعاية الصحية الجيدة والمتابعة الممتازة لهؤلاء المرضى.
فلقد سهل الكمبيوتر العمل في المرافق الصحية ونظم العمل فيها بشكل ممتاز ورائع، فأصبح الكمبيوتر يتدخل في كل قسم من أقسام المستشفى ويربطها مع غيرها.
إن مبدأ عمل هذه الأنظمة هو تقديم كافة الخدمات الكمبيوترية للقسم ومن ثم ربط هذا القسم مع أقسام أخرى اعتماداً على احتياجات كل قسم.
إن دخول المريض للمستشفى لفتح ملف لن يستغرق وقتاً طويلاً بوجود مثل هذه الأنظمة لأنه سوف يسهل إدخال البيانات على الموظف وذلك عن طريق انشاء قاعدة بيانات ممتازة، فمثلاً إذا أراد الموظف ادخال اسم المريض فما عليه إلا طباعة الأحرف الأولى من الاسم ومن ثم سوف يعرض له الكمبيوتر كل الأسماء التي تبدأ بهذه الأحرف وكذلك الحال مع السكن والعنوان، وسوف يجبر النظام الموظف على ملء كل الخانات الضرورية بالبيانات وإلا فلن يقبل النظام حفظ المعلومات وبالتالي فلن يقفل ملف المريض بسبب نقص المعلومات كما هو الحال في بعض المستشفيات.
وفي قسم الملفات الطبية لن يحتاج المستشفى بعد ذلك إلى غرف كبيرة لتخزين الملفات وحفظها لأنها جميعاً سوف تكون موجودة داخل النظام، وهذا يعني أن المريض لن ينتظر وقتاً طويلاً عند عيادة الطبيب ويتأخر الموعد بسبب تأخر ملف المريض وذلك لأن قسم الملفات لم يقم بارسال الملف بسبب الضغط الكبير على القسم وعدم توفر موظفين كفاية، فما على الطبيب في عيادته إلا أن يدخل رقم الملف الطبي للمريض وسوف يظهر له على شاشة الكمبيوتر كافة تفاصيل الملف ويقوم الطبيب بتسجيل نتائج الفحص كما هو الحال على الورق ومن ثم يكتب الطبيب الوصفة للمريض وترسل آلياً عن طريق الكمبيوتر وفي نفس اللحظة إلى الصيدلية وكذلك الحال مع المختبر وقسم الأشعة أو أي قسم آخر بالمستشفى.
وبعد ارسال الوصفة إلى الصيدلية سوف يقوم الصيدلي بالتأكد من الوصفة وتدقيقها وسوف يساعده النظام في التدقيق على النواحي الفارماكولوجية مثل الجرعات والتداخلات الدوائية وأوقات اعطاء الجرعات وحساب الجرعات آلياً، وسوف يعرض النظام للطبيب والصيدلي ما إذا كان الدواء المطلوب متوفراً بالمستشفى أم لا دون الاتصال بالمستودع والتأكد من الكميات. وسوف يعرض النظام للطبيب والصيدلي التاريخ الدوائي للمريض فلن يحتاج الطبيب إلى الاتصال على الصيدلية للتأكد من التاريخ الدوائي للمريض.
إن هذه الأنظمة لها الفائدة الكبيرة في مجال الصيدلة لأن الصيدلي وبسبب الضغط الكبير في بعض المستشفيات يركز فقط على النواحي الفارماكولجية في الوصفة ولا يجد الوقت الكافي للتركيز على النواحي الاكلينيكية مثل التأكد من ملاءمة الدواء للمريض لا للمرض فمثلاً قد يكون الدواء الموصوف يحصل له تحلل بالكبد وكبد المريض لا تعمل بشكل صحيح وقد جهل الطبيب هذه المعلومة ولاحظ الصيدلي تحاليل المريض على شاشة الكمبيوتر واكتشف هذه المشكلة وأخبر الطبيب بها، فإن الدواء في هذه الحالة هو فعلاً الاختيار الأول للمرض ولكن ليس للمريض.
وليس هذا فقط فإن مثل هذه الأنظمة والتي تحول كل الأعمال الورقية إلى أعمال رقمية سوف تقلل الأخطاء الدوائية فكم سمعنا عن مريض وصف له دواء خطأ بسبب أن الطبيب لم يكتب اسم الدواء بشكل صحيح، ان الاحصائيات في أمريكا أثبتت أن السبب الرئيسي في الأخطاء الدوائية هو جهل الأطباء بكتابة الاسم الصحيح للدواء حيث هذه الأنظمة تقضي على هذه الظاهرة تماماً.
وفي حال قررت هيئة صحية ما ادخال مثل هذه الأنظمة إلى مرافقها فيجب أن تأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
أولاً: يجب أن يكون النظام سهل الاستخدام خالياً من أي نوع من التعقيدات لكي يتم تقبله من المستخدمين وتسهيل تدريبهم عليه «الطبيب، الصيدلي، والممرض».
ثانياً: أن يكون النظام المختار مرناً أي بمعنى سهل التعديل والاضافة عليه لكي يتزامن ويتواكب مع التطور الطبي والتغيرات الإدارية التي تتم في المستشفيات.
ثالثاً: أن يكون مجرباً ومعمولاً به في عدة دول لكي نتحقق من أنه يناسب أغلب المدارس الطبية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved