Monday 22nd december,2003 11407العدد الأثنين 28 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الدكتور محسن العواجي في حديث لـ « الجزيرة » الدكتور محسن العواجي في حديث لـ « الجزيرة »
أدعو المطلوبين أن يقدِّروا تسامح الدولة وينقذوا أنفسهم
اختفاء المطلوبين لا يعتمد على التعاطف.. فبلادنا شاسعة والمال متوفر والاتصال متاح

* الرياض - محمد العيدروس:
شكك الدكتور محسن العواجي أن يكون هناك امتداد دولي وراء الفئات التي تقف وراء أعمال العنف في بلادنا وقال انهم يفتقرون للامتداد والتعاطف المحلي ويخسرونه يوما بعد يوم لانكشاف فداحة عدوانهم.
ودعا د. العواجي عبر «الجزيرة» المطلوبين ومن لهم صلة بهم ان يتواصلوا معه بهدوء ليعرفوا حقيقة العرض المتسامح من الدولة لانقاذ هؤلاء من ورطتهم التي هم أول ضحاياها.
وقال: إن اختفاء هؤلاء المسلحين لا يعتمد على التعاطف معهم بقدر ما يعتمد على التسهيلات المتاحة في مجتمعنا.. فالمال متوفر والبلاد شاسعة ووسائل الاتصال متوفرة.
وأكد د. العواجي في هذا العدد ان هناك جهوداً مبذولة وتشجيعا من الكل لمحاولة احتواء (هؤلاء) ونأمل ان تؤتي ثمارها قريباً بإذن الله.
إلى نص الحوار الذي أجرته «الجزيرة» مع الشيخ الدكتور محسن العواجي ظهر أمس:
* أعلنت وزارة الداخلية قبل عدة أيام أسماء مطلوبين آخرين ضمن تشكيل الخلايا الارهابية الفارة، وظهر مغربيان ويمني ووجوه جديدة لم تذكر فيما مضى هل تعتقدون ان التشكيل الارهابي أصبح دولياً؟
- الفئة التي تقف وراء أعمال العنف محليا هم سعوديون مع الأسف ولا اعتقد أن لهم أي امتداد دولي وإذا كانوا يفتقرون إلى الامتداد والتعاطف المحلي بل يخسرونه يوماً بعد يوم لانكشاف فداحة عدوانهم على الدماء المعصومة والممتلكات المحفوظة محلياً فكيف يتوقع التعاطف معهم دوليا فضلا عن المشاركة معهم.
لا يخفى التأثير المعنوي لتنظيم القاعدة عالمياً والذي لا يعني تناغمه معهم ارتباطهم فيه عمليا، أما وجود بعض الجنسيات الاستثنائية المحدودة بينهم إنما جاءت لاسباب أخرى كالمصاهرة والزواج المسبق من هذه الجنسيات يؤكد ذلك تكرار جنسية معينة وهي ظاهرة اجتماعية لم تكن مقصورة على هذه الفئة وحدها في مجتمعنا، عند الحديث عن هذه المجموعة المسلحة فإننا لا نتحدث عن غموض تنظيم ثوار الكونترا في نيكاراجوا ولا عن نشاطات الخمير الحمر في كمبوديا إنما نتحدث عن ميدان يجمعنا فيه أبناء وإخوان لنا راحوا ضحية فتاوى خاطذة وقطيعة فكرية استغلت من قبل المتربصين ببلادنا فأصبح هؤلاء يشكلون خطرا عاما يجب الوقوف في وجهه بلا تردد، هؤلاء معروفون بأسرهم وتأريخهم وطريقة تنظيمهم لم تعد خافية على من يباشر الاتصال بمن لهم علاقة بعضهم.
* ما تقولون عن توبة وندم «الخالدي» وتراجعه وهو أحد الذين قبض عليهم مع الخضير والفهد؟
- بالرغم من ان الخالدي لا يشكل ثقلا نسبيا كالذي يشكله الخضير والفهد عند هؤلاء الا انه إعلان تراجعه جاء من منطلق انه احد الموقعين على فتوى ثلاثية سابقة (الخضير والفهد والخالدي) تعارض تسليم المطلوبين التسعة عشر أو المساعدة في القبض عليهم تلك الفتوى التي اعتبرها المراقبون تحولا غير موفق في تفكير الثلاثة ومن اغتر بها من أبناء مجتمعنا، ومن صحيفة «الجزيرة» الغراء انتهز هذه الفرصة لدعوة المطلوبين ومن لهم صلة بهم ليعرفوا أحقية العرض المتسامح من الدولة لإنقاذ هؤلاء من ورطتهم التي هم أول ضحاياها وللجميع ضمانات وتعامل باحترام وتلك خطوة فعالة في التعامل الفكري مع القضية نشكر الدولة على تبنيه بشجاعة ومصداقية وهو ما سيساعد على القضاء على هذه الأفكار الدخيلة على مجتمعنا المسالم.
* حسناً.. وهل تعتقدون ان هناك من لازال يتعاطف ويدعم (هؤلاء) بالباطن، مما يسهل من تخفيهم؟
- اختفاء هؤلاء المسلحين لا يعتمد على التعاطف معهم بقدر ما يعتمد على التسهيلات المتاحة في مجتمعنا فالمال متوفر والبلاد شاسعة ووسائل الاتصال متوفرة، هناك أسباب خاصة أدت إلى استيحاشهم من الجميع وهروبهم وهذا دور سعاة الاصلاح في تبصيرهم بحقيقة ما يجري حتى لا يخافوا من المجهول فيدفعهم ذلك إلى التورط في المجهول أيضاً والعجيب أن هناك قطيعة تامة بين هؤلاء المطاردين وبين ذويهم ووالديهم على الأخص بالرغم من أن بر الوالدين مقدم على جهاد الطلب اجماعا فكيف بالفساد داخل بلاد المسلمين والمزعوم بأنه جهاد! من هنا يتضح حجم التضليل المبني على العاطفة الدينية الذي راح ضحيته مجموعة من المغرر بهم من أبناء مجتمعنا، وهذا ما دفعنا لطرح مبادرة الحوار مع العقلاء المؤثرين على هؤلاء الشباب الذين لم يتورطوا بأعمال دموية تدميرية تمهيداً لأنهاء قضاياهم ودمجهم في المجتمع.
* هل سبق لكم أن عرفتم ايا من المطلوبين المعلن عنهم أو سمعتم عنهم روايات أو لقاءات مثلاً، وما هي السبل المثالية لارجاع امثال هؤلاء إلى جادة الحق والصواب وترك لغة السلاح والقتل والتكفير؟
- عندما قلت لك أن هذه المجموعة تنطلق من الداخل لم أقل ذلك من فراغ، فدوائر تفكير المطلوبين واضحة معالمها وفق خارطة الفكر المحلي وعوائلهم معروفة ومتفهمة ومتفاهمة مع مساعي الأخوة والاتصالات بأسرهم متاحة وعلاقاتهم السابقة في بعض طلبة العلم أيضا معروفة وكل ذلك يتم وفق احترام عام خاصة من جانب الدولة صاحبة الكلمة الأولى في هذا الشأن والتي سهلت كل طريق يساعد في علاج الموقف المتأزم، من الطبيعي أن يكون هناك اتصالات وتواصل ونحن متفائلون بالنتائج علما بأن معرفة المعلومة لا تعني بالضرورة الوصول للشخص المطلوب أو إقناعه ولكن لا يخفى أثر نجاح إيصال الحقيقة لأجواء حياة المطلوبين وطمأنتهم على مصيرهم الذي استوحشوا بسبب اشاعات راجت وتعاملات يتوقعونها ثبت خلافها الآن ووجب تبصيرهم بها طمعاً في الاستفادة من هذه الفرصة التي قد لا تتكرر بسهولة، المهم أن هناك جهودا مبذولة وتشجيعا من الكل لمواصلة ذلك بطريقة تطوعية بحته يشارك فيها مجموعة من المحبين لدينهم وبلدهم والخوض في تفاصيل أكثر من هذه قد يؤثر سلبا على جهود نأمل أن تؤتي ثمارها قريباً بإذن الله.
* اتفقت روايات اغلبية اباء وامهات (المطلوبين) على أن محاور افغانستان - العراق، كانت سبباً رئيسياً لما هم فيه الآن، هل تعتقدون ان هذا كاف ومبرر لما يرتكبونه؟
- من المعلوم أن الفكر الجهادي المعاصر بدأ من افغانستان ولقد كان جهاداً شرعياً مشروعاً بلا شك كما أنه مشروع في فلسطين قبل أفغانستان ولما اعتدت أمريكا على أفغانستان بعد أحداث أيلول تحرك هؤلاء وغيرهم وتفاقم الوضع أكثر بعد الهجوم على العراق والحقيقة انهم كانوا في بادي الأمر يريدون جهادا هناك إذ لم يتحملوا قتل المدنيين في تلك البلاد بحجة القضاء على بن لادن وصدام حسين بالرغم من آلاف الضحايا المدنية والدمار بسببهما، ولقد سافر بعضهم سواء كان بطرق مشروعة أو غير مشروعة ثم تفرقوا هنا وهناك وتجمع من تبقى منهم بعد الشتات في وضع مأساوي محبط حين انحرفت غيرتهم عن مسارها إلى المسار التخريبي والجنائي المرفوض جملة وتفصيلاً، ومن ثم وقعوا في مأزق عمليات الداخل التي أفقدتهم أي تعاطف إسلامي.
* ترك سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز (خط الرجعة) مفتوحاً لمن اراد التوبة والتراجع وتسليم نفسه على تأكيد بمعاملته وفقا للشريعة الإسلامية السمحاء.
هل أسهم هذا التوجه في عودة وتراجع بعض منهم؟
- بالرغم من تأثير تراجع الخضير والفهد والخالدي إلا أن العفو الذي أعلنه الأمير نايف عمن يسلم نفسه دون تورط بعمل تخريبي وتخفيف العقوبة على المتورطين عند تسليم أنفسهم يبقى المؤثر الحقيقي في المراجعات الداخلية التي تجري الآن لعدد من المتورطين في هذه الأعمال كون هذا العفو صدر من صاحب قرار مباشر والحقيقة من مؤشرات نتائج هذه الخطوات الأخيرة أن بعض المطلوبين وجد نفسه في تيه فكري وتنظيمي بعد تراجع من افواه بالمواصلة والعرض المشجع للعفو عنه من قبل الدولة مما يبشر باستجابات متوقعة إن شاء الله.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved