** كانت الرسالة التي وجَّهها الشاب الجامعي ثامر لفئات المجتمع عبر مقال د. علي القرني في «الجزيرة» يوم السبت الماضي..
رسالة مؤثِّرة..
أثارت تداعيات كثيرة..
فالشاب وببساطة متناهية..
شاب نقي ومجتهد ومواطن صالح ولأن مظهره مظهر ملتزم.. صار يعاني من نظرات الشك والريبة وهو يعذر المجتمع في ريبته.. لكنه يريد أن يباشر أحلامه المستقبلية في وطنه دون أن يتخلص من مظهره الذي هو مقتنع به تماماً.. ومثل ثامر كثيرون..
** ففي الأيام المطيرة التي شهدتها الرياض.. خرج الناس إلى حيث المنتزهات البرية.. إلى حيث الرمل المبلل بالمطر.. وألقوا بكل متاعبهم على تلك المسطحات الرملية التي ازدحمت ازدحاماً شديداً..
وفي المساء.. قفل الكثيرون عائدين..
أعاقت الرمال والطين سيارة «جيب» عائلية.. ونزل الأب من السيارة يحاول.. ويحاول.. يدف تارة.. «ويبرّح» تارة ويجمع الحطب ويضعه تحت السيارة تارة أخرى..
كل هذا والسيارات تعبره دون أن «يفزع» له أحد بالمساعدة.. استغرب الرجل..
أين ربعه.. وأهله.. وناسه.. أين أبناء ديرته ووطنه..
هل لأنه بلا عقال وبلحية وبثوب فوق الكعبين نفر منه الناس.. أسئلة أمضَّته كثيراً..
كان بحاجة إلى مساعدة «جيب» يستطيع سحبه من الرمال اللزجة استوقفتنا إشارته بيديه..
حاول زوجي مساعدته بدف السيارة ثم شكره وحدثه بمعاناته وأسئلته الحارقة!!؟
** الريبة هي إفراز طبيعي ومتوقَّع..
فالقتل والدمار لا يعبران المجتمعات هكذا دون آثار ترتسم على ملامح الخريطة الاجتماعية وتعاملات الناس ونفسياتهم وإحساسهم بالأمن وثقتهم..
ولكن نحتاج فعلاً إلى تعاضد المؤسسات الاجتماعية والفكرية والتربوية والدينية وبذل الكثير من الجهود لتقليل الآثار الناجمة عن هذه الأحداث التي أساءت إلى الدين وأهله وأثارت الفزع والخوف.. إثر التلبس بلباس الدين من ثلة اعتدت وقتلت وهدمت وأرهبت الآمنين..
** يحتاج الناشئة إلى رسالة إعلامية تصنعها المؤسسات الفاعلة في المجتمع وعلى كافة الأصعدة..
لكي يعرف المجتمع ويدرك السبيل إلى العودة إلى طبيعته.. إلى نقائه.. ونخوته.. وفزعته.. وطيبته.. ونظرته المتفائلة إلى الناس.. ولكن مع الحذر والحيطة.. لا بد أن تعود مشاعر الناس كما كانت متعاضدة فيها الكثير من التقدير للدين وأهله.. والإحساس بالأمن من مظهرهم الوقور.
** نحن ندرك أن رسالة ثامر لها ألف صدى وصدى في جنبات الوطن.. الذي حتماً سيتخلص من أزمته.. وسيعبر ناحية مرافئ الأمن.. لأن مآذنه.. وقلوب أهله.. وولاة أمره.. نقيَّة تهلِّل وتكبِّر.. وتعمر الحياة بالحب والأمن والرفق..
وهي في ذات الوقت قوية.. جادة في قضائها على كل من يمس الأمن ويثير القلق..
4530922
|