Monday 22nd december,2003 11407العدد الأثنين 28 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
وجوه في الأزمات السيئة..
عبدالرحمن بن سعد السماري

هناك أشخاص لا يظهرون إلا في المناسبات السيئة.. أو عندما تمر البلاد بلحظات تحتاج معها إلى تكاتف وتعاضد وتعاون.. يظهرون بشكل آخر.. ويتحدثون عن الإصلاح والحوار والنصيحة والواجب والمستحب والمطلوب وغير المطلوب.
** ألا تلاحظون أن هناك أشخاصاً نشطوا أيام أزمة الخليج الثانية عام التسعين.. وصالوا وجالوا وتكلموا ونقدوا ولم يظهروا إلا في تلك المحنة؟!
** استثمروا المحنة التي مرَّت بها البلاد.. واستثمروا انشغال كل الجهود والمجهود تجاه الجبهة.. وبدأوا يتحدثون عن الإصلاحات الداخلية ويتحدثون عن الأخطاء وعن الفساد والصلاح وعن المشاكل المحلية والاجتماعية وعن أمور يمكن تأجيلها.. أو أمور لا حقيقة لها.. وحاولوا مشاغلة الناس عن المجهود الواحد.. وحاولوا تشتيت وتبديد الجهود.. وصالوا وجالوا في كل مكان.. وأزعجونا بالفعل.. وعندما هدأت الأحوال وخسئ الخاسئون واندحر المعتدون وعادت الأمور إلى نصابها.. وأدركوا أن البلاد أكبر وأرسى وأعظم من أن يمسها شيء.. عندما أدركوا ذلك.. سكتوا و«ألْبَدُوا».
** هم اليوم.. مع الأحداث الداخلية والتفجيرات والأعمال الإرهابية ينشطون مرة أخرى.. ويتحدثون عن الإصلاح والنصيحة.. وأنهم أصحاب حوار.. وأن هدفهم صحيح.
** لسنا ضد الحوار أبداً.. بل هو مبدأ تتبناه الدولة نفسها منذ عهد التأسيس وحتى اليوم.. ولدينا اليوم.. مركز ضخم اسمه.. مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.. يستضيف كل الفعاليات الفكرية.. ويستقطب كل المبدعين.. ويُغذِّي كل فكر هادف.. ويشجع لغة الحوار.. ويمنح كل المتحاورين.. الفرصة ليقولوا ما يشاءون.
** نحن لا نعاني من أزمة حوار أبداً..
** الحوار لم يسكت أبداً..
** بلادنا كلها منابر.. وسائل الإعلام.. الأندية الأدبية.. الجامعات.. المراكز الثقافية.. وغيرها وغيرها.. كلها مراكز للحوار الذي لم يهدأ أبداً..
** أحدهم.. ظهر خلال الأسابيع الماضية ثلاث مرات في محطات فضائية.. وإذاعات.. يرغي ويصارخ ويتساءل عن الحوار والإصلاح ومحاربة الفساد.. وتبنى مواقف مخجلة.. وهو إنسان.. لا له في العير ولا في النفير.. ولا يملك غير شهادة في مجال هامشي للغاية.. ومع ذلك.. يتحدث عن الحوار.. ويتحدث عن الإصلاح وعن الحوار وهو يتبنى مواقف متصلبة ورأياً أحادي الاتجاه.
** ويتحدث عن سلامة النية وسلامة المقصد ونبل الغاية والإخلاص والصدق والنزاهة.. وهو الذي أدين في قضية اعتداء صارخ وسُجِّلت ضده سابقة خطيرة.. فكيف ينشط هؤلاء في الأزمات؟
** كيف يظهرون في أسوأ الظروف؟
** كيف وهم يدعون الوطنية.. لا يشاغلون وطنهم ومواطنيهم.. إلا في الأزمات؟
** تحدثوا عن التفجيرات.. والإرهاب.. والعنف.. والقتل والذبح.. أنه إرهاص يحتاج إلى حوار ومحاورة وقالوا.. إنهم «أو هذا الشخص بالذات» مستعد للحوار.. وتبنى الحوار مع هؤلاء القتلة الإرهابيين.. ومعنى هذا.. أنه «يمون» عليهم.. وقريب منهم.. ومعنى هذا.. أنه ممنون لجهودهم.
** هؤلاء.. لا يريدون لنا ولا لديننا ولا لبلادنا ولا للإسلام ولا للمسلمين ولا للأمة.. ولا للحياة أي خير.
** هؤلاء قتلة.. سفاكو دماء..
** هؤلاء سفاحون.. ليس لهم سوى حد السيف.. ولا يختلف أبداً.. من استخدم سلاح النار.. أو موية النار.. أو الصاروخ أو المتفجرات.. فكلهم.. إرهابيون قتلة.
** يا جماعة.. لسنا أغبياء.. ولا مجموعة مغفلين.. بل نحن «كمواطنين» أكثر منكم علماً ومعرفة وفكراً ووطنية.. وصدقاً ونزاهة.
** ونحن.. نحب وطننا.. وأهلنا.. ولا نريد لوطننا ولأهلنا.. إلا كل خير.
** لماذا لم يؤجلوا الصراخ عن الحوار والإصلاح والنصيحة حتى تزول موجة الشر.. وهي بإذن الله زائلة؟!
** ليت هؤلاء المدعين.. أنهم «المصلحون الناصحون» يسكتون.. فكفانا ضحكاً على الذقون.. وكفانا لفاً ودوراناً.. فنحن نعرف تاريخكم ونواياكم.. والمظاهر.. والكلام الناعم.. لن تخدعنا.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved