«من يقص شعر ليلى»...
مجموعة قصصية كنت قد قرأتها قبل أن تسعى إليَّ (عبير البكر) بها...
ذلك لأمرين...
الأول: أنَّني أحرص على متابعة ما تدلقه المطابع بأقلام سعودية رغبة في متابعة «حركة» يؤدِّيها حملة الأقلام، ولكلٍّ منهم بصمته، ولونه، في خضمِّ ما تزدرد به المكتبات، وتعجُّ به الأرفف...، كثيره غثٌّ، وقليله أغثُّ. ونادره مبهجٌ، كي يبتسمَ الفكرُ قبل الشِّفاه!
وثانيهما، لمقارنة، ومقاربة، بين أشكال ما يطوقُ، ويُطْبخ، ويدور داخل هذا التركيب البشري في رأس الإنسان، ومن ثمَّ في كياناته الوجدانية، والفكرية، والنَّفسية من علم، ومعرفة، وتربية، وأخلاق، وقيم، وأفكار، وطموحات ومواقف، و...، و...، و...
ومن بين ما وجدت اسم عبير منقوشاً في رأس غلاف فارتهجت فرحتي، حيث تطابق لحظتها اسمها مع رسمها في مُخيِّلتي، وهي تجلس على مقاعد الجامعة، واحدة من الطالبات في قسم اللُّغة العربية تُصغي باهتمام، وتلتهم بوعي، وتتفاعل برغبة، ولا أنسى من خلال ما استشرفته لها ذات محاضرة، وأمام زميلاتها في مقرر (الأدب السعودي)، حيث كان هو المقرر الأخير للمستوى الأخير بين مقررات الأدب في القسم حيث بعد دراسته بشيء يسير من الوقت يحصل الدارس في القسم على وثيقة التخرج أن قلت لها: إنَّني أتمنى بل أتوقع يا عبير أن تكوني من بين الأسماء السعودية في الكتابة!
و... تذكرت حين كان ملفها الجميل بكتاباتها الواعدة بوصلة لها كي يستجيب لي فيمنحها (تركي السديري) زاوية في (الرياض) تستقر فيها طموحاتها وهي كالفراشة تقف من فينة لأخرى على غصن.
لا أدري لماذا بعد قراءتي لمجموعتها للمرة الثانية حين دفعتني كلمات إهدائها على الصفحة الأولى منها أن أعيد قراءتها ربَّما شعورٌ بتقدير هذه الوقفة منها...، وربَّما لاحساس صادق بصدق توقُّعي لها، وربَّما لرابطة تكون دوماً بين اثنين علاقتهما مثل علاقتي بها...
السؤال الذي خرجت به من المجموعة هو: ولماذا تريدين أن تقصَّ ليلى شعرها؟! أو يُقصُّ شعر ليلى؟!
وكم من الأشياء تبعثرت
كما تبعثر شعر ليلى.. أو يراد له؟!
وكم من المجهولين وراء ذلك؟!
أتمنى لعبير أن تلمَّ تفاصيل ما تبعثر.. وتكشف عن المتآمرين خلف ذلك فالأدب كفيل بأن يلئم جراح العقول...، ويعيد لطائر الأحلام مجاديف العبور... ويكشف للإنسان عمَّا وراء أكمات القائم في دروبه.
|