Monday 22nd december,2003 11407العدد الأثنين 28 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عقاريو الرياض يربكون مخططات جدة عقاريو الرياض يربكون مخططات جدة
مساهمات عقار الرياض تحاول استرجاع مليارات الريالات تجمدت في جدة

* - خالد صالح الفاضلي:
يصارع مساهمون عقاريون كبار في مدينة الرياض من أجل استرداد ألفي مليون ريال ابتلعتها مخططات سكنية «ميتة» في مدينة جدة من محافظهم الاستثمارية بعد أن شنوا هجوماً غير مدروس على سوق العقار «للجداوي» دون أن يكون لديهم إحاطة كافية بمخططات جدة أو سلوك عمالقة العقار فيها بحسب مسح سريع قامت به «الجزيرة» خلال اليومين الماضيين، كشف عن احتمال تجميد أموال طائلة لمساهمين من مدينة الرياض تورطت شركاتهم في شراء مخططات يصعب بيعها خلال خمس سنوات قادمة، وربما حققت خسائر عالية.
ويشير خالد معجب القحطاني «محلل اقتصادي» إلى قيام كبار عقاريي جدة باستدراج عقاريي الرياض لشراء مخططات تخلو تماماً من خدمات البنية التحتية منذ عشرين سنة كما أنها غير مرغوبة لدى سكان منطقة مكة المكرمة خاصة الواقعة في جنوب وشرق جدة، ويقول: «خلال 3 سنوات امتص عقاريو جدة ألفي مليون ريال على الأقل من جيوب تجار عقار أتوا من الرياض وفي نيتهم تحقيق مكاسب عالية وسريعة لكنهم الآن ينظرون إلى ملياراتهم على شكل مخططات متناثرة غير مرغوب فيها لعوامل متعددة وغير متشابهة».
من ناحيته، يتفق مجموعة من متداولي العقار في جدة على حدوث تشقق حاد في سقف أسعار العقار خلال السنتين الماضيتين تحديداً، نتيجة فيضان سيولة نقدية تدفقت من أيادي تجار عقار أتوا من الرياض محملين بمليارات مساهمين صغار وكبار تسببت في رفع سعر المتر خاصة في شمال جدة وحولوه من 10 ريالات إلى 150 ريالا خلال 3 سنوات فقط، فيما يؤكد عوض الله الزهراني «تاجر عقار» على احتمال قيام سوق العقار بتصحيح مساراته ذاتياً وخفض سقف الأسعار تدريجياً إلى مستويات أقل من قائمة الأسعار الموجودة حالياً.
تتصف مسارات «تداول العقار» في جدة بالعشوائية والتخبط ونضوب الوعي بحسب رؤية 30 سنة قضاها عوض عبدالواحد الدوسي في جدة كمالك ومضارب في المخططات الكبرى، مشيراً في ذات الوقت إلى أن دخول رؤوس أموال «أهل الرياض» إلى سوق جدة لم يكن مدروساً وتسبب في العشوائية وتجميد مليارات الريالات في مستنقعات معادلات عقارية غير سليمة تحرم الاقتصاد السعودي من تدوير آلاف الملايين من الريالات بطريقة تمنح المواطنين عائدات تنموية أفضل، ويشير في ذات الوقت إلى أن سوق العقار في السعودية عموماً ينتهج طرقاً بدائية تنهك القابعين في طبقتي متوسطي ومحدودي الدخل «لدرجة كسر الظهر» وتحرم ملايين المواطنين من تحقيق حقوقهم في امتلاك منازل تتوافق مع الدخل السنوي المتاح لهم.
ويذهب الدوسي إلى تأكيد حقيقتين أولاهما دخول مليارات شركات العقار القادمة من الرياض في «سيبيريا عقار جدة» نتيجة تسرع أصحاب الشركات ورميهم دراهم المسامين في مخططات يصعب تحويلها في الزمن القصير إلى أحياء سكنية لأسباب يتعلق بعضها «بنفسيات الناس» و«قناعاتهم أو بطء سير حركة، بينما الحقيقة الثانية تؤكد حرمان غالبية سكان جدة من تملك أراض سكنية نتيجة أسعار «جنون أسعار» أصاب مخططات جدة وزاد من قيمة سعر المتر إلى مستويات تسمح فقط بتداول بطيء إضافة إلى تزايد فرص انهيار الأسعار ما عدا المخططات الآمنة «الموجودة بجوار النطاق العمراني.من ناحية ثانية، شهدت ساحة العقار في جدة خلال عام 2003م عدة مساهمات عقارية أدارتها شركات قادمة من مدينة الرياض برؤوس أموال استطاعت شراء مجموعة مخططات سكنية كان آخرها مخطط المطار القديم بفاتورة شراء مبدئي تجاوزت 650 مليون ريال.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved