تقول الأخبار التي نشرت عبر وسائل الإعلام: إن صدام حسين اعتقل في الأيام الفائتة، وإنه كان يعيش في حفرة تحت الأرض، ونشرت وسائل الإعلام الأمريكية صوراً لمكان اعتقاله ووقت ذلك، لكن كثيرين من المحللين قالوا: إن اعتقاله كان قبل الإعلان عنه بوقت كثير، وقد يكون لأكثر من شهرين أو ليلة سقوط بغداد.
والغريب في الصورة التي نشرت، وهي من موقع الاعتقال وبالقرب من الحفرة ذاتها، انها تسلط الضوء على نخلة بها رطب منصف، أي بعضه بلح وبعضه رطب، وهذه الصورة لم ينتبه لها الخبير الأمريكي الذي فبرك الخبر، لأن موسم نتاج النخيل يكون في حمّارة القيظ، بينما هم قالوا باعتقاله في قرّ الشتاء، ولم نعرف سابقة عهد ولا وقت أن التمر ينتج ويثمر في فصل الشتاء، إلا إذا كانت نخلة شاذة عن نواميس الحياة أو مصممة من قبل الرئيس بوش أو صدام حسين.
وقد اختلف المهتمون بأنواع النخيل لدينا حول نوع النخلة التي بانت عناقيدها في الصورة بلون أصفر فاقع الصفار، فقال بعضهم هي هلالية، وهي نوع من النخيل يكثر في العراق، وقال آخرون هي برحية، وهو نوع أكثر جودة، ومنشأ ذلك النوع هو العراق أيضا.
لا أدري كيف سيقول الأمريكيون عن هذه النخلة الفضيحة التي برزت كأسنان غول في تلك الصورة لتعرّي التناقض بين الطبيعة البشرية وبين طبيعة الأرض التي لا تكذب، ولئن قال المصريون في أمثالهم: الأرض بتتكلم عربي، فنقول: النخلة بتتكلم أيضا وتصيح عناقيدها بشهادة حق على زور جاء في زمن لم يكن للحق فيه منطق سوى الخرس.
أما طريقة اعتقال الرئيس العراقي المخلوع، وطريقة عرضه، منكش الشعر باهت الوجه، فتلك سابقة سبق بها صدام غيره، لكن الأمريكيين غضبوا من نشر بعض القنوات العربية لأسراهم في بدايات الضرب للعراق، ومع ذلك ينشرون صورة حاكم سابق وإن كان مجرماً وهم يقولون: إنه أسير حرب وسيحاكم كأسير.
أليس هذا هو تناقض النصر والانتصار في غمرة فرح الرئيس بوش بعد أن قدم الديك الرومي فجأة في عيد الشكر على أرض العراق؟!!
* فاكس: 2372911
|