في مثل هذا اليوم من عام 1958 م حقق شارل ديجول انتصارا سهلا بالفوز بمنصب رئيس وزراء فرنسا.
كانت عودة متميزة للرجل الذي قاد فرنسا إلى الاستقلال والانتصار في الحرب العالمية الثانية ودخل فرنسا دخول الفاتحين عام 1944م بعد طرد القوات الألمانية منها، ثم استقال من رئاسة فرنسا عام 1953م بسبب انقسام الشعب الفرنسي حول دستور الجمهورية الفرنسية الرابعة حيث فاز الدستور الذي كان يؤيده شارل ديجول بأغلبية ضئيلة اعتبرها ديجول تصويتا بالثقة من الشعب الفرنسي ضده فأعلن اعتزاله العمل السياسي.
ولكن في النصف الثاني من الخمسينات واجهت فرنسا أزمة اقتصادية طاحنة وشبح الحرب في الجزائر فعاد كرئيس للوزراء.
حصل ديجول على صلاحيات واسعة في وضع الدستور الذي يتطلع إليه وأقام مؤسسةرئاسية أكثر قوة، حيث حصلت هذه التعديلات على تأييد كبير من الشعب الفرنسي في الاستفتاء الذي أجري في سبتمبر 1958م.
وفي الحادي والعشرين من ديسمبر 1958م جرت في فرنسا أول انتخابات عامة وفقا للدستور الجديد.
شملت الانتخابات اختيار أعضاء البرلمان وأعضاء المجالس المحلية والبلديات وعمد المدن والقرى وأعضاء الجمعيات المحلية من البلدان التابعة لفرنسا فيما وراء البحار.
كان أكبر تحدٍ يواجه الجنرال شارل ديجول هو الجزائر. وفي المساء أعلن ديجول خطابا كتبه إلى المفوض العام الجديد للحكومة في الجزائر. وتحدث الجنرال شارل ديجول في هذا الخطاب عن التحول والإدارة وتحقيق السلام في الجزائر لكنه تجنب أي إشارة إلى كلمة الدمج أو التكامل في الإشارة إلى هذ البلد الذي كان أهله يشعلون ثورة دامية للمطالبة باستقلال بلادهم عن فرنسا. كما تحدث ديجول عن تخفيف القبضة الأمنية الحديدية في الجزائر بعد توجيه اتهامات إلى العديد من الضباط الفرنسيين الذين مارسوا أعمال القمع والتعذيب ضد الجزائريين.
وفي الثامن من يناير 1959م أجريت أول انتخابات رئاسية في فرنسا وفقاً للدستورالجديد وفاز فيها ديجول.
|