تعقيباً على عُمْرِيَّةِ (نزار)
الزِّركلي وما أدراك ما الزِّركلي
بمناسبة طرح ثلاثة مواضيع تقريباً ب«الجزيرة» عن ذلك الشأن فقد يفيد هذا الموضوع عن بعض الإشباع نوعاً ما كي تسلم الكلمة الآنفة واللاحقة بقليل عن التَّذمُّريَّة ولأدبية الإطراء للصفحة وكتابها والمتعاملين معها أيضاً يقال لا بأس أن يسرح ويمرح الأستاذ نزار بشير في صفحة الرأي حسب المزاجية المتولدة عنده عن أي موضوع مفيد وهو الذي قد غذَّى الصفحة مراراً وتكراراً بالكثير من الإيضاحات والنَّقد ولو لم يكن من ضمن كتاباته إلا تذكيره لنا بشعر الزركلي في القصيدة التي مطلعها:
«العين بعد فراقها الوطنا
لا ساكناً ألفت ولا سكنا»
|
حتى آخره وهو يرويها منقولة قديماً عن التلفزيون السعودي بترنيم المذيع ماجد الشبل والتي كنا نسمعها أيضاً وغير ذلك من المواضيع فصفحة الرأي المشغولة ببعض العبارات المهذبة منه ومن غيره خير ممن كانت حروفهم طويلة لو قدّر للمتابع أن يستلهم أولها لضاع من فهمه آخرها ولو أمسك بآخرها لاستعجم عليه أولها إذاً الكاتب القدير هو من تلمع حروفه حيناً حتى ولو كانت تعتريها نبشاته الشخصية ولا سيما العمرية فالتنفيس عن النفس أمر مشاع فلعلّ العمرية والعبادات المتنوعة تكون مجالاً مقبولاً وفرجاً للأمة أفراداً وجماعات من خالقهم تعالى الذي هو أعلم منهم بحالهم وبما فيه يصطلحون ويتقرَّبون.
عبدالرحمن محمد الحميميدي/عنيزة ص.ب 3093
***
المعلم الجديد.. ومعوقات التجديد!!
اطلعت على ما كتبه الأخ إبراهيم المريع في عدد الجمعة 18/10/1424هـ تحت عنوان «المعلم الجديد غريب في مدرسته» وقد كان لاذعاً وفي الصميم وأوافقه في «جُل» مقاله الذي شخّص من خلال سطوره بعض أوجه معاناة المعلم الجديد في مدرسته.
فأقول حيال هذه «المعاناة» التي عايشتها بنفسي إنه عندما ينهي الطالب تعليمه الجامعي يحدوه الأمل ويتشوّق الى ان يصبح معلماً ليرد الجميل لوطنه ويبذل ما في وسعه لخدمة دينه وعندما يحصل ذلك - بحمد الله وتوفيقه- لا تسعه الفرحة العارمة وتبدأ الهواجس والأفكار تجول وتصول في ذهنه تجاه الحياة الجديدة: ماذا سيقدم؟ وكيف ذلك؟ ما الذي سيواجهه؟ وبخاصة أفكار التطوير والتجديد في عملية التعليم، بدلاً من الطرق التقليدية التي عانى منها إبّان دراسته في المراحل المختلفة ولكن!! ما إن يدخل الميدان التربوي ويغوص في شؤونه وشجونه إلا وتتبخر تلك الأفكار الطموحة بعد اصطدامها بعقبات كالجبال فتحول بينه وبين رغبته الجامحة في التجديد ومن تلكم العقبات التي واجهها هؤلاء الجدد:
1- مقدار نصاب الحصص وتوزيعها حيث يكلف المعلم الجديد بعدد كبير من الحصص اليومية التي تثقل كاهله وتنوء بجسده وخصوصاً الحصص الأخيرة من الدوام المدرسي والتي يكرهها وينفر منها الطلاب عادة خاصة إذا كانت المادة علمية أو مادة ينظر اليها الطلاب بمنظار المادة الصعبة الغريبة عليهم كمادة «اللغة الإنجليزية» فلنتصور انها الحصة السابعة - ما مقدار الاستيعاب؟!
وقد أشار الاخ الكريم الى هذا الأمر حيث ان المعلمين القدامى وتحت مباركة المديرين يتقاسمون الجدول ويتركون للمعلم الجديد «المتطفّل» على مدرستهم الحصص الأخيرة! لأنه يجهل الأنظمة ويرضى مكرهاً بالواقع المر والضحية هو وطلابه.
2- افتقار المدرسة للوسائل التعليمية: فكثير من مدارسنا لا يتوافر فيها ادنى مقدار من الوسائل التعليمية فضلاً عن التقنيات المتقدمة.
فمثلاً مادة «اللغة الإنجليزية» التي أقوم بتدريسها تحتاج الى وسائل وتقنيات عدة مثل: الأشرطة المرئية والمسموعة والملصقات والكروت وبعض الألعاب والعينات والنماذج والمعامل فعن طريقها تصل المعلومة بيسر وسهولة الى ذهن الطالب وتساهم مساهمة كبيرة في ابعاد الملل الذي يعتري الطلاب أثناء تلك الحصص ومن ثم ينزاح شبح الاحباط الذي يلقي بظلاله على كثير من طلابنا من فهم واستيعاب هذه المواد.
فهذه الوسائل والتقنيات لا وجود لها في مدارسنا إلا قليلاً ولو أراد المعلم ان يوفر هذه الوسائل بنفسه لاحتاج الى وقت طويل ومال كثير خصوصاً في ظل تعيين المعلمين الجدد على مستويات متدنية يستحقون «نظاماً» أفضل منها.
وهذا العائق هو أهم العوائق في طريق المعلم الجديد الذي يطمح الى التجديد حيث لو اجتاز المعلم العقبة الأولى وتحامل على نفسه فإن هذا العائق يبقى حجر عثرة في رغبته المنشودة نحو التطوير فيتسلل الاحباط والخمول اليه وهذا - باعتقادي - سبب رئيسي في جمود المعلمين القدامى واستمرارهم بل واستمرائهم على طرق وأوضاع عقيمة اكل وشرب عليها الدهر والله المستعان.
فهل من جهود لتحطيم الجمود وتحقيق المقصود؟!
إنا لمتشوقون ومنتظرون!!
فضل بن عبدالله الفضل
بريدة/معلم لغة إنجليزية/ م الشيخ البليهي
|