على مدى عقدين من الزمن ظل الخليج محط أنظار العالم بسبب ثلاثة حروب كبرى جعلت المنطقة الساحة الأكثر سخونة في العالم.
ويلتقي زعماء وقادة دول مجلس التعاون الست اليوم والمنطقة لا تزال تعج بأحداث متتابعة في العراق ما يجعل من تلك التطورات واحدة من النقاط البارزة على جدول الأعمال.
وبسبب الطبيعة المتجانسة لتكوين مجلس التعاون وبسبب انتظام اجتماعاته وقممه بواقع قمَّتين في العام واحدة عادية والأخرى تشاورية، فقد مثل هذا المجلس واحداً من الكيانات الأكثر انتظاماً في العالم العربي ويؤمل أن يواصل دوره هذا ليكون ضمن الأصوات المعبِّرة عن عالمنا العربي في عالم تتسارع فيه خطى مختلف الكيانات الإقليمية والدولية نحو غايات التعاون والتكامل والوحدة..
ويستطيع مجلس التعاون بثقله الاقتصادي والسياسي أن يدفع إلى الأمام بالكثير من قضايا وهموم العالم العربي من خلال عمله الذاتي أو بالتواصل والتعاون مع الجامعة العربية وذلك بحكم المزايا التي تتوفر عليها دول المجلس.
ذات هذه المزايا إضافة إلى الموقع والاعتبارات الأخرى لدول المجلس منفردة ومجتمعة، تحتم عليها التحرك معاً لدرء أخطار الإرهاب، وهكذا فقد باتت مكافحة الإرهاب ضمن الأولويات طالما أن هذا البلاء يرمي إلى الإخلال بالاستقرار والأمن في منطقة شَكَّلت صمام الأمان وواحة الاستقرار لعالمنا العربي ومصدراً مهمّاً لخير العرب والمسلمين، ومنطقة مهمَّة للتعاون في محيطها العربي والإسلامي.
ولا شك ان الإخلال بأمن هذه المنطقة يؤثر كثيراً على مجمل الساحة العربية والإسلامية بالنظر إلى ما تمثله دول المجلس من دور ريادي ومحوري في العمل العربي والإسلامي.
وفي ذات الوقت فإن الخطوات التي تستهدف دفع التعاون بين الدول الست في المجالات الاقتصادية خصوصاً تشكل نموذجاً طيباً للعمل العربي المشترك في وقت تحتاج فيه مختلف الأقاليم العربية إلى الإفادة من إمكاناتها بالعمل المشترك وهي تستفيد كثيراً مما يحرزه مجلس التعاون في هذا الصدد، ومن هنا يكون الحرص على تقديم تجربة ناجحة بكل المقاييس للآخرين.
|