لا يهمني من الذي قبض على صدام حسين، وهل هو بفعل وشاية أم نشاط استخباراتي مكثف، لكن كل الذي كنت أراه في المشهد هو السنة الإلهية في الأرض وهي تتحقق بحذافيرها {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ) (الفجر:11) فّأّكًثّرٍوا فٌيهّا الفّسّادّ (12) فّصّبَّ عّلّيًهٌمً رّبٍَكّ سّوًطّ عّذّابُ (13)إنَّ رّبَّكّ لّبٌالًمٌرًصّادٌ (14(} الفجر11- 14.
وبإمكاننا بتنقيب بسيط في الذاكرة أن نستعيد صورته وهو يحيى الجماهير المستضعفة التي كانت تحييه وهو يجيبهم بطلقات من البندقية من يد ثابتة قوية لا تهتز وصورته الأخيرة والجند الأمريكي يفلي رأسه بحثا عن الحشرات والقمل.
القوانين الكونية التي بنيت على العدالة المطلقة سرعان ما تصلح أي جموح أو خطأ أو فحش.
سبق ليلة القبض على صدام الاعتذار الذي قدمه أحد شيوخ التكفير وبث عبر التلفاز السعودي، رمز آخر من رموز الظلمة من رموز الفساد والطغيان يسقط.
رموز جثمت على أنفاس هذه الأمة وأهلكت الحرث والنسل، رموز الإقصاء والعنف والاغتيالات والدمار، كم من فكرة شيطانية يشترك بها شيوخ التكفير مع صدام.
- رفض العالم الخارجي كعلم وتنوير وحضارة وقبوله على مستوى الأسلحة والمتفجرات والقنابل المدمرة.
- نسف كل من يتقاطع معهم أو لا يشبههم أو يختلف مع هلوستهم الخاصة.
- إهدار دم كل من يرونه خارجا عن حقيقتهم الوحيدة.
- تجنيد الناشئة والصغار والمراهقين في حروب يختفي خلفها طموحات شخصية.
- تغطية طموحهم السياسي بالشعارات الدينية تماما كصدام حينما وضع كلمة الله أكبر على علم بلاده ليستثير بسطاء الشارع العربي (أولئك الذين ينعتهم بالغوغاء)! كان بالإمكان أن يقاتل صدام إلى الطلقة الأخيرة أو ينتحر كحل نهائي وأخير، ولكنه كان رجل عصابة دنيء وجبان ولم يستطع مجابهة الموت، ولعل الله أبقاه كعظة وعبرة {فّلّبٌئًسّ مّثًوّى المٍتّكّبٌَرٌينّ (29)} النحل 29.
|