* القاهرة - واس:
اقيم أمس في القاهرة حفل افتتاح أعمال المؤتمر الوزاري الخامس للتعليم للجميع بالدول التسع الاكثر كثافة سكانية في العالم وحفل افتتاح مركز تنمية الطفولة المبكرة بالقاهرة.
وقد القيت في الحفل كلمة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة الانمائي «اجفند» قال فيها: يسعدنا ان نلتقي في هذه المناسبة المهمة مناسبة بدء اعمال المؤتمر الوزاري الخامس للتعليم للجميع بالدول التسع الاكثر كثافة سكانية في العالم هذا المؤتمر الذي تشتمل اجندته على موضوعات وقضايا حيوية في هذه المجموعة التي تشكل نحو نصف سكان المعمورةوتواجه تحديات تنموية ما جعل قادتها ينادون عبر اعلان نيودلهي في العام 1993م وما تلاه من مؤتمرات في كل من اندونيسيا والباكستان والبرازيل والصين للتعامل مع اخطر مشكلاتها التنموية المتمثلة في الكثافة السكانية من خلال استراتيجية التعليم للجميع التي تقوم على مجموعة متكاملة من آليات وأساليب لتوظيف الطاقات الواعدة في الدول التسع والعمل على موازنة النمو السكاني مع الامكانات والموارد المتاحة.
وأضاف سموه يقول: ان الزيادة السكانية بما يترتب عليها من تبعات اجتماعية واقتصادية هي بلا شك التزام على الدولة ولا بد من مواجهتها والتعامل معها بطيف واسع من السياسات التي تخفف وطأتها ولكن في الوقت نفسه هناك في مجموعة التسع من يرى ان الزيادة السكانية ليست نقمة بل مدخل لاستثمار نوعي وفي تقديرنا ان هذا المنظور الجديد يتحقق باعداد اجيال تمتلك آليات الخلق والابداع من خلال اسس تربوية حديثة منذ مراحل الطفولة المبكرة وعندئذ يمكن التعامل مع مشكلات الزيادة السكانية بطرق خلاقة ومبدعة والا ظلت أعباؤها تثقل كاهل الدولة.
ومضى سموه يقول: ومن حسن الطالع ان يأتي افتتاح مركز تنمية الطفولةالمبكرة في مدينة مبارك التعليمية بالتزامن مع اعمال هذا المؤتمر الذي يعقد دورته الخامسة تحت شعار تنمية الطفولة المبكرة.. حقيقة ان كل ما يتصل بالطفل هو مبعث سعادتنا لان الاطفال هم ربيع الدنيا ورئتها واساس كل تنمية ومنطلقها.
واردف سموه قائلا: لقد كان الطفل وما يزال هاجسا لانه مدخل اساسي لكل جهد هادف لتنمية بشرية حقيقية وتغيير منشود نحو الافضل ولذلك نفسح له مساحة واسعة في مشروعات «اجفند» التي تقوم فلسفتها على العلاقة الوثيقة بين فرص تحقيق التنمية البشرية المستدامة وما يوفره المجتمع بشقيه الحكومي والاهلي من رعاية للطفل والمرأه فاستراتيجية اجفند منذ تأسيسه في العام 1980م تتمحور حول هذين العنصرين المرتبطين ارتباطا عضويا ومصيريا ويشكلان الغالبية من سكان المجتمعات الماضية وبخاصة المنطقة العربية ولذلك عجلنا بانشاء مؤسستين متخصصتين في تنميتهما بصفة مباشرة: الاولى هي المجلس العربي للطفولة والتنمية هنا في القاهرة.. ومركز المرأه العربية للتدريب والبحوث في تونس .
وتابع سموه الأمير طلال بن عبدالعزيز يقول: لا شك ان مرحلة الطفولة المبكرة تعد حاسمة في حياة الانسان لما تنطوى عليه من خصوصية تترك بصمات واضحة على مستقبل النشء ففي هذه المرحلة كما تعلمون تتشكل نسبة كبيرة من ملكاته ومهاراته العقلية والعاطفية والجسدية اذ انه يتصف فيها بحساسية مفرطة في الاستيعاب والتلقى وامكانية التأثير عليه بعمق مما يجعل مستقبله مرهونا بالمعطيات الايجابية والسلبية التي تحيط به في هذه المرحلة وهذا ما يؤكد مقولة التربويين.. الانسان هو ما يكون في طفولته المبكرة.
وقال سموه: من هنا يأتي اهتمام «اجفند» بتعليم الطفل في هذه المرحلة المهمة من حياته وتبنينا بالتعاون مع منظمة اليونسكو ووزارات التربية والتعليم في عدد من الدول العربية استراتيجية لتأسيس منظومة حديثة متكاملة من رياض الاطفال تعتمد المناهج المطورة.
وبين سموه: رعاية الطفل والاهتمام به خلال مرحلة الطفولة المبكرة فضلا عن أنها تحقق منافع للطفل تستمر طيلة حياته وتكفل عوائد اقتصادية واجتماعية كبرى للامة فإن هذه الرعاية التي تعزز مفهوم التنشئة المتوازية هي في الاصل حق أساسي من حقوق الانسان فمن حق الطفل على مجتمعه أن يوفر له المناخ الملائم الذي يتلقى فيه تعليما يعده للمستقبل ويؤهله للإسهام في تقدم أمته فالطفل هو نواة المجتمع وتعليمه يشكل الاستثمار الامثل في المستقبل وهذه النواة قوامها صحة وغذاء ومياه نقية صالحة للشرب وبيئة نظيفة ومسكن صحي ملائم وتربية وتعليم.
واستدرك سموه بقوله لذلك فلبناء أجيال قادرة على مواكبة العصر ومستجداته والانسجام مع المستقبل بتجلياته المفتوحة على آفاق عريضة فلابد أن تتوافر لكل أمة متطلعة أربعة مدخلات أساسية.
أولا: وضع استراتيجية وطنية لتنمية الطفولة المبكرة.
ثانيا: الاهتمام بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ليصبح جزءا لايتجزأ عن مرحلة التعليم الاساسي.
ثالثا: الاهتمام باعداد القادة والمعلمين المؤهلين لتولي مرحلةرياض الاطفال.
رابعا: النظر الى التعليم في مرحلة ماقبل المدرسة على انها المرحلة الاهم والاساسية في التربية والتنشئة وليس فقط كما هو ومضى سموه يقول: يسرني أن أعلن عبر هذا المنبر التربوي التنموي أننا في «أجفند» على استعداد لتوسيع الشراكة الناجحة مع اليونسكو في مجال تنمية الطفولة المبكرة إلى دول مجموعة التسع وتنفيذ مشروعات رياض أطفال حديثة في هذه الدول بالتفاهم والتنسيق مع وزارات التربية والتعليم ونحسب أن اطلاعكم على هذه التجربة في مصر بوصفها إحدى دول المجموعة سيكون مدخلا مناسبا للتعرف على كيفية استفادة الدول التسع من المشروع.
وأضاف يقول: إننا نؤكد دوما أن المطلوب للنهوض بالطفولة في بلداننا هوالإرادة الصادقة والحازمة لأن قضايا الطفل كثيرة وكبيرة ومتشابكة كونها تركت تتراكم بدون حلول وإذا لم نبذل أقصى جهد في حل مشكلات هذه الفئة فستظل طموحاتنا نحو المستقبل قاصرة وخطواتنا متعثرة لأننا سنفاجأ حتما وباستمرار بأناس لم نكن نضعهم في الحسبان ولم نكن نقيم
|