|
|
هل يمكن أن يكون ثمة أسباب لوقوع الأعمال الارهابية في المجتمع السعودي؟ عندما يطرح بعض الناس مثل هذا التساؤل تبدو عليهم علامات الرغبة في التعرف على الأسباب لتحقيق أغراض كثيرة ومتعددة، أصْلَحُها السعي للتعامل مع الأسباب وقطع دابرها لئلا تتكرر دائرة «السبب والمسبب والحدث» فينتج بذلك ارهاب جديد وهكذا، دواليك.. لكن، ربما يغفل معظم من يطرحون مثل هذا التساؤل عن أنه من غير الملائم طرح أسئلة «بريئة» «أو غير ذلك» تحاول تسبيب الأعمال الاجرامية، وتبرير العنف والغلو والتطرف للأفراد والجماعات التي تقوم بها. انني اعتقد أن محاولة البحث عن سبب مباشر يؤدي إلى وقوع العمل الإجرامي ويشيع الإرهاب والتطرف في المجتمع هو ضرب من ضروب تشريع تلك الأعمال الاجرامية وتقنينها. وكأن القائل بوجود السبب المباشر يقدم تأشيرة مرور للارهابي للقيام بعمل مشين. فمهما اتفق الناس او اختلفوا حول مركبات وعناصر المجتمع الذي يعيشون فيه، فلن يكون مقبولا أن يتاح لمن اختلف مع شيء من هذه المركبات والعناصر ان يتأبط شراً وأن يسعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل. ان العمل الارهابي جريمة منكرة، والجريمة لا تسبّب ولا تشرّع. فمهما كان لدى القاتل من سبب لارتكاب جريمة القتل، فلن تعفيه تلك الأسباب - وإن ملأت السماوات والأرضين - من أن يكون قاتلا مجرما. ولعل في ثقافة «المسببات» تلك مغالطة ظاهرة تتركز في وضع الوطن في كفة والمصالح المتوهمة والرغبات الفردية او الفئوية في الكفة الأخرى، ففي حين لا تتحقق تلك المصالح والرغبات فليذهب الوطن الى الهاوية!! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |