في مدينة أشيقر التاريخية العريقة.. كان هناك لقاء سياحي نوقشت فيه.. العديد من قضايا السياحة المحلية بكل شؤونها وشجونها ومميزاتها وعقباتها.
** لقد كان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أمين الهيئة العليا للسياحة.. حريصاً كل الحرص خلال فترة إنشاء هذه الهيئة الوليدة.. أن يزور كل بقعة من هذا البلد.. وأن يحاور كل مواطن.. وأن يتلمس الآراء والأفكار.. وأن يقف على كل مشروع سياحي محلي.. صغيراً كان أم كبيراً.. وأن يتفقد كل جهد سياحي.. وأن يشجع كل مجهود في هذا الاتجاه.
** في مدينة أشيقر.. مدينة التاريخ والأصالة.. ومدينة العراقة والكرم.. كان هناك موعد سياحي.. حيث كان هناك جهد ذاتي لأهالي أشيقر.. لإنشاء متنزه رائع فوق سفح جبل.. صمم بشكل رائع فريد.. أُخذ في الاعتبار عند انشائه.. كل احتياجات السائح المحلي.. وما تبحث عنه الأسرة والطفل.. وبُذل في سبيل وجوده.. الشيء الكثير.. وعكس تلاحم وتكاتف ودور الأهالي.. لعمل جهد استثنائي لمدينتهم.. ليضيف لها مشروعاً جديداً.. ومعلما بارزاً.. ويضفي عليها شكلاً جمالياً مميزاً.. حتى غدا هذا الجهد سمة تُميز أشيقر.
** استقطب هذا المشروع المتميز.. كل أهالي المنطقة.. بل استقطب أناساً من مناطق أخرى.. وغدت «اطلالة» أشيقر.. موعداً ومكاناً للمتنزهين والباحثين عن ساعات راحة.. وساعات هناء.. وأشيقر تحتضن كل هؤلاء.. معلنة.. أن بوسعها.. أن تعمل الكثير للسياحة المحلية.. وأن جهود الأهالي إذا تضافرت وكان دافعها الإخلاص.. ستحقق المزيد والمزيد.. وستدفع بمشاريع أخرى.
** عندما تزور هذه الاطلالة الجبلية.. وهذه المتنزهات الواسعة.. تجزم أن وراء هذا الانجاز.. جهداً غير عادي.. وطموحاً ليس له حدود.. وأهالي أشيقر.. أثبتوا للجميع.. أن بوسع المواطن أن يعمل المستحيل متى كان مخلصاً.
** أهالي أشيقر.. لم يبحثوا عن البلدية.. ولا عن الوزارة الفلانية.. ولم يركنوا للعجز والفشل.. بل حققوا طموحاتهم بكل ثقة واقتدار وقالوا كلمتهم في هذا المشروع الطموح.
** الناس.. كل الناس.. تحيِّي أشيقر وأهالي أشيقر على هذا المنجز الذي كان عبارة عن ألف رئة بجوار المدينة.. وجد فيه الناس كل ما يبحثون عنه.
** لقد زار سمو أمين الهيئة العليا للسياحة.. هذا المتنزه الرائع الجميل.. وتفقد كل شبر فيه.. ووقف على هذا الجهد الكبير.. وشكر كل شخص كان وراء وجوده.
** لقد كان لي شرف مرافقة سموه الكريم في هذه الرحلة الميمونة.. وأؤكد لكم.. أنني استمتعت بواحدة من أجمل الرحلات في حياتي.. فقد كانت سعادة لا توصف.
** أهالي أشيقر.. يُسمون مدينتهم «السْوِيْحْرِة» وقد أضفى هذا المشروع سحراً آخر للسويحرة.. فكانت سويحرة بالفعل.
** سويحرة لأهلها.. وسويحرة لزائريها.. وسويحرة بشكلها وجمالها ونظافتها.
** كل شيء فيها يشدك ويسحرك.. وكل شيء فيها.. يلفت نظرك.. حتى أهاليها مبتسمون.. فيندر.. أن تجد شخصاً مكشراً..
** أسمع عن أشيقر وعن أهالي أشيقر.. وعن جودهم وإخلاصهم ومحبتهم لمدينتهم.. لكني.. لم أزر أشيقر مع الأسف سوى هذه المرة.. وقد خرجت بانطباع رائع.. ورسخت في ذهني صورة مشرقة.. فهي كما سمعت وأكثر.
** ومن جهود أهالي أشيقر لمدينتهم.. هناك جمعية خيرية كبرى.. تقدم خدمات كبيرة للمحتاجين من أهالي المدينة أو من غيرهم.. تبناها أهالي أشيقر ودعموها وأعطوها لتعطي كل محتاج.
** وفي أشيقر.. تجد جهداً آخر يعكس ثقافة ووعي أهالي أشيقر.. وهو إيجاد متحف ضخم يحتضن ثقافة وتراث وماضي المدينة.. يوجد به كل شيء يتعلق بتاريخ أشيقر..
وعندما تتجول داخل هذا المتحف.. تجد لمسات إبداعية وجهود أناس مثقفين حافظوا على تاريخهم وأصالتهم وماضي سنيهم ولم يضيعوا منها شيئاً.
** وفي أشيقر.. وجدنا أكبر صالة هناك ليست لبيع السيارات أو الماشية.. وليست لتفريخ الدجاج أو مشروع لمخلفات التِّبن والبرسيم.. بل لاستقبال وتكريم الضيوف.
** لقد شدني في أشيقر.. أشياء كثيرة.. تفتقدها أكثر المدن.. وأدركت أن معلوماتي عن هذه المدينة الجميلة.. كانت قاصرة للغاية.
** انني اعرف أن أهالي أشيقر.. أهل ثقافة وعلم.. فمنهم القضاة.. ومنهم المؤرخون.. ومنهم العلماء والشعراء والأدباء..
** وأعرف أنهم أهل تجارة وجود وعطاء.. لكني في زيارتي الأخيرة.. أضفت إلى معلوماتي.. أشياء كثيرة عن المدينة وعن أهلها.
** المدينة بالفعل «سْوِيْحْرِة» وكل شيء فيها يجذبك ويسحرك.. بل تشعر داخلها براحة بال وسعادة واطمئنان لا تدري أين مصدره.
** أتمنى.. أن أزور هذه «السويحرة» مرات ومرات.. والشكر لأهالي أشيقر.. على ما وجدناه من حفاوة وتكريم.. يعكس كرمهم ونبلهم وشهامتهم.. وشكراً آخر.. على ما قدموه لمدينتهم وبلدهم.. من عطاء غير محدود.
| 
