مثلما ينتظر الناس الربيع كل عام، تشرئب الأعناق إلى انتظار إطلالة مهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة بثوب قشيب، وتأصيل جديد، ليعمق العلاقة الدائمة بين الإنسان وتراثه، والمسلم وعقيدته، والسعودي وتقاليده وحياة أجداده، ومما يزيد من أهمية المهرجان في هذا العام بالذات، انه أخذ البعد العربي، من خلال تبنيه موضوعا مهما يحمل اسم (إصلاح البيت العربي).
ولا يخفى على المتابع ما لهذا الموضوع من أهمية، وضرورة خاصة، والعالم العربي يمر في ظرف صعب، وأزمة حقيقية تتمثل في اتهامه بالتطرف والإرهاب.
ولاشك ان هذا الاحتفال الذي يقام في كل عام ويحظى بكل اهتمام هو أكبر دليل على ما يناله موروث هذه الأمة من رعاية وعناية من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله التي أدركت أهمية الحفاظ على هذا التراث النفيس فجعلت له مثل هذه الاحتفالية الرائعة التي تبرز تراثنا الوطني وتسلط الضوء على ما يضمه هذا الوطن من ثقافة أصيلة وتراث عريق يضرب بجذوره منذ القدم في عمق هذا الوطن وتاريخه عاكساً الصورة المشرفة لحضارة زاهية وواضحة المعالم تحمل في طياتها كل الأصالة والعراقة وتنظر بعين التفاؤل للمستقبل الواعد.
ووزارة الداخلية بجميع قطاعاتها المختلفة بتوجيهات سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه وسمو نائبه الكريم وسمو المساعد للشؤون الأمنية واكبت هذا المهرجان من الانطلاقات الأولى بالمشاركة في تقديم الصور الحقيقية لما يتمتع به المواطن السعودي والمقيم على أرض المملكة من أمن وأمان وإبراز المنجزات التي حققتها العين الساهرة من خلال الجناح الذي يحظى بمتابعة معالي وكيل الوزارة الدكتور أحمد بن محمد السالم، ويعرض جناح الوزارة، كل عام ممثلاً في عدد من قطاعاتها المختلفة ما تحقق من قفزة كبيرة في تطوير قطاعات الوزارة وآلياتها.
والزائر للجناح من أبناء هذا الجيل يلمس ما كان عليه قطاع الأمن في البدايات الأولى وما سار عليه من تطور حتى أصبح مضرب مثل على ما يتمتع به جهاز الداخلية في المملكة العربية السعودية من تطور مذهل وإذا قسنا على ذلك جميع الأجنحة التابعة للوزارات والأجهزة الأخرى التي تعرض ملحمة من التطور والإنجازات التي تحققت لهذا البلد الكريم، فإن مهرجان هذا العام وكل عام يظل نافذة واسعة نطل من خلالها على عبق الماضي ونستلهم منها إشراقة المستقبل بما يحمله لهذه الأرض المباركة من الخير والأمن.
(*) مدير عام العلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية
|