في ضميره تسكن هموم أمته ومواطنيه..
وفي وجدانه يبقى يقظاً مع توجسه وخوفه من أن نُمس بسوء..
قلق على مستقبلنا مع هذا الذي يحاك ضد أمته واستقرارها ومصالحها..
وهاجسه أن يرانا أعزة مكرمين مثلما نحن الآن، وكما كنا ومثلما يجب أن نكون..
***
هكذا هو عبدالله بن عبدالعزيز..
رؤية عميقة الدلالة وبعيدة النظرة نحو مستقبل الأمة..
يتكئ على رصيد ضخم من الخبرة والتجربة في اتخاذ المواقف المناسبة في الأوقات المناسبة..
فيما يموج العالم كل العالم من حولنا بالاضطرابات وممارسة الإرهاب على نحو ما نراه اليوم..
***
كان يتحدث أمس لأمته ومواطنيه بعفوية ابن الصحراء المتجذرة تقاليدها وأصالتها في عبدالله بن عبدالعزيز..
حديثه كان شاملاً ومهماً، ولا تنقصه الصراحة والوضوح والمصداقية، وقد اتسم بقدر عال من الشفافية والصدق مع النفس..
لا يجامل، ولا يناور، ولا يقول إلا بما يؤمن به..
مثلما عودنا عليه..
وكما هو لمن يعرفه أو اقترب منه..
أو استمع إليه مبهوراً بكل كلمة قالها أو منطق تحدث به..
***
كان أميرنا يتحدث بكثير من الألم..
ويجيب عن الأسئلة والتعليقات بمزيج من المرارة والأسى..
ويتساءل من قلب مفعم بالخير والحب عن هذا الغي وعن هذا الغلو الذي قاد هؤلاء الأشرار ليفعلوا ما فعلوه بأنفسهم وبأمتهم وببلادهم..
***
وكان عبدالله بن عبدالعزيز مع شعوره بمرارة الألم..
ومع أساه على الجرح النازف في أخيار الأمة ومواطنيها..
قوياً وصلباً وفارساً لا يلين له جانب ولا ينهزم..
تحدث عن هؤلاء الأشرار بما لا مهادنة معهم ولا تسامح مع إرهابهم..
وكأنه يريد أن يقول: كيف يعامل هؤلاء بغير ذلك؟ وهم من قتلوا الطفل الصغير والشيخ الطاعن والمرأة والرجل وجميع هؤلاء أبرياء..
***
كانت ولا شك فرصة أن يستمع الجميع إلى سموه..
وهو يتحدث بهذه الشفافية..
وبهذا العمق في التفكير..
يجيب على أسئلة المفكرين..
ويعلق على آراء الأدباء والمثقفين..
في مهرجان وحوار ضم السعوديين والعرب..
لتلتقي كل الآراء على إدانة كل هذه التفجيرات وبالإجماع..
باعتباره عملاً إجرامياً غير مسبوق..
وتصرفاً مرفوضاً ولا يمكن القبول أو التسليم به..
***
هذا الوطن الحبيب نغليه ونؤثره على غيره..
بمقدساته..
وبمواطنيه والمقيمين فيه..
بثرواته وخيراته وبالتميز الذي حباه الله..
وسيظل إن شاء الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين عصياً على عدوه...
منيعاً ضد أعدائه..
قلوا أو كثروا..
من الداخل أو من الخارج.
|