* الظهران - حسين بالحارث:
وقعت أرامكو السعودية اليوم اتفاقاً استثمارياً ضخماً مع ائتلاف من القطاع الخاص يضم كلا من شركتي إنترناشيونال باور وسعودي أوجيه.
ويقضى الاتفاق بقيام الائتلاف بتمويل وتنفيذ أربعة مشروعات كهربائية تعمل بنظام التوليد المزدوج، لصالح أرامكو السعودية.
وستنتج هذه المشروعات أكثر من ألف ميجاوات من الكهرباء وكمية ضخمة من البخار تزيد على أربعة ملايين رطل في الساعة. وسيتم تنفيذ المشروعات وفقاً لنموذج «بوت» BOOT، الذي يقتضي قيام المستثمر بالبناء والتملك والتشغيل ثم نقل الملكية لأرامكو السعودية بعد عشرين سنة من بدء التشغيل. وستتولى أرامكو السعودية أعمال ربط المشروعات الجديدة بمرافقها الحالية، فيما تزيد القيمة الإجمالية لهذه المشروعات على بليوني ريال سعودي.وقد وقع الاتفاق من جانب شركة إنترناشيونال باور، كبير الإداريين التنفيذيين، المستر فيليب كوكس، فيما وقعه عن سعودي أوجيه مدير عام الشركة، الشيخ سعد الحريري، وعن أرامكو السعودية نائب الرئيس لإدارة المشاريع، عصام البيات.كما شارك في مراسم التوقيع، التي جرت في حفل أقيم في معرض أرامكو السعودية بالظهران، رئيس أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين، عبدالله بن صالح بن جمعة، الذي أشار إلى تميز الاتفاق بأسلوب استثماري رائد وتقنيات متقدمة، وذكر أن الأهداف الأساسية له هي تأمين مصدر موثوق ومنخفض التكاليف للكهرباء والبخار لمرافق الزيت والغاز، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص في المملكة، مؤكداً انسجام البرنامج مع أهداف أرامكو السعودية في تعزيز كفاءة التشغيل والمحافظة على البيئة.
وأضاف أن الاتفاق يشكل خطوة مهمة ضمن جهود أرامكو السعودية المستمرة لدعم الاقتصاد الوطني ومنح دور أكبر للقطاع الخاص، وإيجاد أفكار جديدة وفرص استثمارية مبتكرة بما يحقق للمملكة أقصى استفادة من مواردها البترولية.
كما عبر عن سعادته بحجم الإقبال على هذا البرنامج من قبل المستثمرين، لما يحمله ذلك من ثقة في أرامكو السعودية والمملكة.
وقد عبر المستر فيليب كوكس عن سعادته بهذا الاتفاق مشيراً إلى أن شركته لها مشروعات عديدة حول العالم وفي منطقة الشرق الأوسط غير أن هذا الاتفاق يشكل أول دخول لها إلى السوق السعودية التي تتميز بضخامتها.
وقد أعرب عن اعتزازه لكون استثمار شركته في المملكة جاء بحجم كبير وفي إطار تحالف مع شركة مرموقة كأرامكو السعودية.
كما أكد على الأهمية الخاصة للاتفاق لكونه يوقع في وقت والمملكة على وشك استكمال استعداداتها لدعوة مستثمرين لتنفيذ عدة مشروعات مستقلة في قطاع المياه والطاقة الكهربائية.
وقد أضاف أن المهنية العالية والخبرة والكفاءة التي رآها في فريق أرامكو السعودية خلال مرحلة التفاوض وتطوير الاتفاق هي بالفعل أبلغ صورة تدل على تميز العمل مع السعوديين. كما عبر عن سروره بالشراكة والتعاون مع شركة سعودي أوجيه وعن تطلعه لأن يشمل ذلك فرصا استثمارية أخرى في المنطقة والعالم.
ومن جانبه، أشار الأستاذ سعد الحريري إلى أهمية ما يمثله الاتفاق ليس فقط لأرامكو السعودية بل للمملكة بشكل أوسع من حيث قيمته في دعم جهود تشجيع الاستثمارات الأجنبية، خاصة وأنه أول مشروع، بهذا الحجم الكبير، لتوليد الطاقة الكهربائية في المملكة يقوم به القطاع الخاص. كما أعرب عن اهتمام شركة سعودي أوجيه الكبير بالمشاركة في تطوير مشروعات البنية التحتية وقطاع المنافع في المملكة، وأكد التزامها بتحقيق أعلى درجات التميز في تنفيذ وتشغيل المشروع الجديد.وتجدر الإشارة إلى أنه بموجب هذا الاتفاق، ستقوم شركة «تهامة» وهي شركة منبثقة من تحالف «إنترناشيونال باور» و«سعودي أوجيه» ببناء وتمويل وتشغيل مرافق صناعية لتوليد الكهرباء والبخار معا، في أربعة مواقع مهمة من مواقع أعمال أرامكو السعودية في المنطقة الشرقية، هي معامل الغاز في العثمانية وشدقم والجعيمة بالإضافة إلى مصفاة رأس تنورة.
وسيتم نقل ملكية هذه المشروعات إلى أرامكو السعودية بعد انتهاء مدة الاتفاقية التي يستمر سريانها 20 عاما.
ومن المتوقع أن تبدأ أعمال التنفيذ خلال النصف الأول من 2004م، وتستكمل على مراحل خلال العام 2006. وسوف تغذي أرامكو السعودية مرافق التوليد المزدوج بالغاز والماء اللازمين لتوليد الكهرباء والبخار.
وبالإضافة إلى المزايا الاستثمارية التي يتيحها نموذج «بوت»، يتسم البرنامج الجديد بمزايا تقنية وبيئية عالية يوفرها نظام التوليد المزدوج، والذي يسهم في تعزيز الأداء البيئي وكفاءة التشغيل في المرافق الصناعية التي يغذيها، بما يساعد على تحسين البيئة والمحافظة على الطاقة. ويتضمن كل مشروع من مشروعات التوليد المزدوج أنظمة دوامات تربينية متطورة مرتبطة بمولدات لاستخلاص البخار من الحرارة المنبعثة من أعمال التشغيل.
وهذه الأنظمة تشكل تطوراً إضافياً في مرافق الشركة إذ أن أعمال توليد الكهرباء والبخار ستكون مندمجة في مصدر واحد، بدلا من تدفقها حالياً من مصدرين مختلفين.
وتجدر الإشارة إلى أنه من المتوقع أن يكون للمقاولين المحليين مشاركة كبيرة في أعمال الإنشاءات التي تقدر بمئات الملايين من الريالات. وبالإضافة لذلك، تقدر إجمالي نفقات التشغيل والصيانة والخدمات المساندة، التي ستتم بمشاركة كبيرة من مقاولين وبائعين وموردين محليين، بنحو 100 مليون ريال في السنة.
وعقد على هامش حفل التوقيع مؤتمر صحفي شارك فيه العديد من مندوبي الصحافة والإعلام ومراسلي الإذاعة والتلفزيون حيث أجاب رؤساء الشركات على استفسارات الصحفيين، وقدموا لهم مزيداً من الإيضاحات حول الاتفاق.
كما نظمت الشركة للضيوف جولة على معرض أرامكو السعودية اطلعوا خلالها على لمحات عن صناعة الزيت ومعرض الصور التاريخية الذي تستضيفه الشركة حالياً.
|