* القاهرة مكتب الجزيرة محمد العجمي:
ما تزال النتائج التي خرج بها مؤتمر منظمة التجارة العالمية في كانكون محل جدال ونقاش ممتد بين خبراء ورجال الاقتصاد وقد شهدت القاهرة مؤخرا ندوة عن نتائج مؤتمر منظمة التجارة العالمية في كانكون والذي فشل في الخروج ببيان نتيجة لتكتل الدول الفقيرة في مواجهة الدول الغنية.
اكد كمال عباس منسق دار الخدمات النقابية وممثل بمؤتمر منظمة التجارة الاخير انه بعد مؤتمر سياتل قامت أمريكا بالتضيق على المنظمات والهيئات غير الحكومية واشترطت في الدوحة 525 منظمة فقط وفي كانون 1200 منظمة واشترطت ممثلين فقط من كل منظمة ويقوم ممثل واحد بحضور اجتماعات المؤتمر وتم اختيار كانكون للتكلفة الباهظة في الاقامة والسفر ولابعاد القوى المناهضة للعولمة من الاجتماعات.
وعن اسباب فشل مؤتمرات منظمة التجارة العالمية يقول كمال عباس ان فشل مؤتمر سياتل 1999 جاء نتيجة لضغط المنظمات غير الحكومية والاتحادات النقابية والاحزاب والتي تظاهرت لدرجة منع بعض الوزراء من الوصول للاجتماعات ونتيجة لحركة مقاومة العولمة فرضت احكام الطوارئ في سياتل وفي الدوحة خرج بيان كمحاولة لانجاح المؤتمر بعد احداث 11 سبتمبر اما كانكون فكان السبب وراء فشله اعلان تشكيل مجموعة 21 بزعامة البرازيل والهند والصين، كما ان المؤتمر فشل من النواحي الفنية، حيث تم ادخال ملفات كثيرة منها ملف سنغافورة والذي تطرق إلى حرية الاستثمار والخلاف حولها واوضح ان الدعم الزراعي كان مسار خلاف شديد حيث تدعم أمريكا المزارعين بنحو 97 مليار دولار ومن المفروض ان يصل إلى 19 ،1 مليار فقط واليابان تفرض ضرائب على واردتها من الأرز تصل إلى 490% ورصدت الولايات المتحدة 3 مليار دولار لدعم 25 الف مزارع أمريكي لزراعة القطن وتقدم الدول المتقدمة نحو 6 ،4 مليار دولار لدعم الصادرات الزراعية بالاضافة إلى فرض القيود الحمائية ما بين 4 إلى 7 أضعاف ما تفرضها الدول النامية تحت مسميات جديدة منها اشتراطات البيئة والصحة وغيرها.
واكد خبير الاقتصاد العالمي الدكتور سعيد النجار نائب البنك الدولي السابق ان التحديات التي تواجه العالم العربي تتجاوز قضايا منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهي قضايا يجب عدم اهمالها ولكن يجب التنبه إلى ما يحدث في خريطة المنطقة العربية وان هناك تحالفا أمريكيا اسرائيليا يهدف إلى تمكين اسرائيل ليس من فلسطين فقط وانما تقطيع اوصال العالم العربي وان التعامل مع صدام حسين هو رسالة انذار مقصود منها ان اسرائيل فوق رؤوس الدول العربية. واشار الى ان على الدول العربية الدخول في قطب قوي يضمن دول الجنوب والبرازيل مما يمكنها من الدفاع عن مصالحها أمام الهيمنة الأمريكية وان نقطة البداية للدول العربية بالتخلص من المعونة الأمريكية وتقوية اللغة العربية والاستقلالية ورفض الدولار الذي يستخدم في سبيل الترويج لافكار الهيمنة الأمريكية.
وقال الدكتور مراد غالب وزير الخارجية الأسبق ورئيس منظمة تضامن الشعوب الافريقية والآسيوية ان مؤتمر كانكون لم ينجح في وضع قواعد واضحة المعالم بالنسبة لجولات منظمة التجارة العالمية القادمة وانه يوجد فرق بين العولمة التي تعد ظاهرة تاريخية ومرحلة من التقدم التقني والعلمي وبين الهيمنة التي تقودها أمريكا للسيطرة على العالم بما يخدم مصالحها فقط.
واضاف ان هناك حركة قوية ضد الهيمنة بدأت منذ مؤتمر سياتل ومرورا بمؤتمر الدوحة واخيرا كانكون وهو مما ادى إلى فشل المؤتمر، كما ظهرت البرازيل العضو الفاعل في مجموعة العشرين والتي وقفت ضد الهيمنة الأمريكية واوربا التي استشعرت بخطر الهيمنة الأمريكية وبدأت تتخذ خطوات للمواجهة.. ويطالب الدكتور مراد غالب بضرورة وجود قطب قوى يكون من افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية لمواجهة الهجمة الأمريكية.
|