* الدوحة أ. ش. أ:
وصف الدكتور سامان عبدالمجيد المترجم الخاص للرئيس العراقي السابق صدام حسين بأنه كان مهووسا بالتاريخ العربي والاسلامي ومؤمنا بفكرة الوحدة العربية إلى درجة السذاجة السياسية.
وقال سامان عبدالمجيد، الذي عمل مترجما خاصا لصدام حسين على مدى أكثر من خمسة عشر عاما، إن مشكلة صدام فيما يتعلق بسياسته الخارجية أنه كان يتسم بالرومانسية الثورية بصورة مفرطة وكان يؤمن بقيم غير قابلة للتطبيق.
ورأى عبد المجيد وهو عراقي كردي من مدينة السليمانية في حديث لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في الدوحة أن صدام لم يكن يستفيد من تجاربه وأشار في هذا الصدد إلى أن صدام الذي راهن على أن الشارع العربي سيكون بجواره في غزوه للكويت عام 1990 كرر رهانه مرة أخرى في مواجهته الأخيرة مع الولايات المتحدة والتي أدت إلى سقوط نظامه واحتلال العراق.
وقال إن صدام حسين كان يراهن حتى آخر لحظة على أن الشارع العربي وأبناء عشيرته سينهضون معه إذا ما وصل الوضع الخطير في العراق إلى درجة إقدام القوات الأمريكية على غزوه.
وأوضح عبد المجيد الذي يعمل مترجما فوريا في قطر حاليا أن صدام كان يؤمن حتى اللحظة الأخيرة بإمكانية منع الحرب عن العراق وكانت معادلته أن العراق قدم كل التنازلات التي يمكن أن يقدمها كالسماح بعودة المفتشين وتدمير صواريخ الصمود والسماح لطائرات التجسس الأمريكية بالتحليق فوق العراق ولكن الأمريكيين طلبوا منه شيئا كان يعلمون أنه لن يفعله وهو التنازل عن السلطة.
وأضاف أن صدام حسين كان يعتقد أن العراق رغم أنه لايستطيع الانتصار على القوات الأمريكية، فإنه يمكنه الصمود وإلحاق خسائر كبيرة بهذه القوات بدرجة تؤدي إلى تحول في الرأي العام الأمريكي وثورة في الرأي العام العالمي بشكل يدفع أمريكا للتراجع عن المضي قدما في غزوها للعراق..
وقال إن صدام كان يرى أن المعركة الأهم أمام الأمريكان كانت معركة بغداد فتم تحصينها بأربعة خطوط دفاعية كانت معظمها تحت الأرض ولم تتأثر بالقصف الجوي الأمريكي.
ورأى الدكتور سامان عبدالمجيد المترجم الخاص للرئيس العراقي السابق، والذي ظل يمارس مهام عمله حتى سقوط بغداد في الثامن من أبريل الماضي، أن الخيانة التي وقعت من جانب بعض القادة العسكريين العراقيين كانت السبب في هذا السقوط المدوي لبغداد، وقال إن بغداد لم تسقط ولكنها استسلمت ودخلها الأمريكيون دون اطلاق نار، بعد أن تبخرت الخطوط الدفاعية واختفى الجيش بعد صدور الأوامر إليه بعدم القتال من قبل بعض القادة الخونة مؤكدا أن النظام هو الذي سقط وليس بغداد.
وأبدى سامان دهشته من أن سقوط بغداد بهذا الشكل وقع بعد معركة شرسة في منطقة الدورة جنوب العاصمة العراقية تم خلالها تدمير أكثر من سبعين دبابة أمريكية وبعد معركة المطار الشهيرة التي كبد فيها العراقيون القوات الأمريكية خسائر فادحة..
وقال إن أوامر الانسحاب جاءت من أكثر من شخص على رأسهم ماهر سفيان التكريتي قائد الحرس الجمهوري ووزير الدفاع سلطان هاشم أحمد وحسين رشيد أمين سر القيادة العامة للقوات المسلحة.
ورفض سامان عبدالمجيد الذي صدر له كتاب مؤخرا في باريس بعنوان سنوات مع صدام الاتهامات التي توجه إلى صدام حسين بأنه كان منحازا للسنة العرب على حساب غيرهم من طوائف الشعب العراقي، وقال إن ذلك ليس صحيحا فصدام لم يكن يميز بين المواطنين على أساس ديني أو عرقي ولكن كان المعيار الوحيد عنده هو معيار الولاء أيا كان الانتماء العرقي أو الديني.
وأشار في هذا الصدد إلى أن رئيس الحرس الخاص لصدام حتى عام 89 كان كرديا اسمه صباح ميرزا وعندما استبدل كان ذلك لأسباب صحية لإصابته بمرض السكر كما أنني كنت كرديا عراقيا وأعمل مترجما خاصا له منذ عام 87 وحتى سقوط النظام.
|