* بيروت من مريم قرعوني رويترز:
لم تكد تمضي بضع ساعات على وصول محمد جابر إلى العراق حتى وجد نفسه في قبضة الجنود الأمريكيين بتهمة التخطيط لشن هجمات ضد الجنود الامريكيين هناك. وقال جابر انه ذهب إلى العراق مع ثلاثة من أصدقائه في ابريل/ نيسان الماضي لزيارة الاماكن الشيعية إلا ان سائق سيارة الاجرة العراقي سلمهم إلى الجنود الامريكيين على انهم من فدائيي صدام وقبض مئة دولار أمريكي على الشخص.
وقال لرويترز أردنا ان نأخذ تاكسي إلى كربلاء لزيارة الاماكن الشيعية فأخذنا السائق إلى الامريكان شاهدناه وهو يقبض المال من الامريكيين لم يرف له جفن ولم ينظر الينا ابدا وهو يرحل بينما كان الامريكان يكبلون ايدينا.
وجابر هو احد المعتقلين الثمانية الذين أطلقت القوات الامريكية سراحهم يوم السبت الماضي بينهم ثلاثة مصابين باصابات بالغة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان المصابين الثلاثة جرحوا خلال الاعتقال في حين قال جابر انهم داسوا على لغم أرضي بينما كانوا ينظفون أحد الحقول من الاوساخ بأمر من الجنود الامريكيين.وامضى جابر واصدقاؤه ستة أيام صعبة في التحقيق فحرموا من النوم ومن الطعام في حين كان رأسهم مغطى طوال الوقت بكيس من الخيش. وتم نقلهم بعد ذلك إلى معسكر اعتقال كبير في ام قصر على الحدود الجنوبية مع الكويت حيث انضم إلى مئات المعتقلين الاخرين من جنسيات مختلفة منها الايرانية والاردنية والسورية والفلسطينية والسودانية وحوالى عشرة لبنانيين.
وقال جابر لم يعذبوننا جسديا لكن كان التعذيب نفسيا التحقيق كان جدا قاسي مثلا من دون طعام وموسيقى عالية جدا ومثل هذه الامور.
أضاف ان المعتقل كان كبيرا ومسيجا بالكامل ومحاطا بابراج مراقبة في حين ان المعتقلين وضعوا في خيمات كبيرة تضم الواحدة حوالي 20 معتقلا.
وكان الجنود الامريكيون يطلبون من المعتقلين تنفيذ بعض المهام يوميا، وقال جابر: كانوا يأخذون يوميا عدة أشخاص لنقل صناديق أو تعبئة أكياس رمل أو تنظيف المعتقل هم يختاروهم ويأخذونهم.
لم يعد لجابر هم بعد اطلاق سراحه الا الافراج عن أصدقائه الثلاثة أيضا. وقال: كل ما اريده الان ان يطلق سراح أصدقائي وساعمل على ذلك سأحاول زيارة المسؤولين ليعملوا على قضيتهم لان أصدقائي لم يفعلوا شيئا، إلا ان جابر من خلال المعتقل تقرب من بعض الجنود الامريكيين بحكم مساعدة المعتقلين الاخرين بالترجمة للجنود كونه يتحدث الانجليزية.
|