* الرياض - عوض مانع القحطاني:
قال د. إبراهيم الجعفري عضو مجلس الحكم في العراق في تصريح خاص ل«الجزيرة» بأن العلاقات السعودية العراقية علاقات متميزة، وستكون مبنية على المحبة والمودة وحسن الجوار.. ولن تتأثر بأي شائبة خاصة بعد سقوط النظام السابق. وأكد الجعفري أن زيارته للمملكة هي للتشاور والتباحث مع القيادة السعودية بأمور تتعلق بتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين بما يحقق تطلعات البلدين والشعبين وحسن الجوار خاصة أنهما بلدان عربيان مسلمان ومتجاوران ومتصاهران ومرتبطان بقبائل منتشرة هنا وهناك على أرض البلدين وجذروهم العشائرية واحدة.
وأضاف د. الجعفري بأننا لن ننسى مواقف المملكة العربية السعودية مع الشعب العراقي والوقوف إلى جانبه في شتى المحن، فالمملكة بالنسبة للعراق بلد نعتمد على الله ثم عليه في وحدة وتضامن الدول الخليجية ولها مكانتها في المحافل الدولية على كافة الأصعدة.
وأشار د. الجعفري إلى أن زيارته المتكررة للمملكة هي زيارة الأشقاء وقيادة واعية نتطلع إلى دورها في استقرار العراق خاصة أن هناك مصالح مشتركة ومخاطر مشتركة حيث إن ما يهم المملكة من استقرار وأمن هو استقرار للعراق والعكس استقرار العراق واستتباب الأمن فيه يهم المملكة باعتبار أن الشعبين عائلة واحدة، وهذا التشاور والزيارات هي لتجاوز التحديات.
وأوضح الجعفري أنه حتى الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق لم تستطع ولن تستطيع تشويه هذه العلاقة لأنها علاقة بين شعبين.
وعدد الجعفري جهود المملكة فقد قال: إن المملكة احتضنت عدداً من العراقيين في مختلف مدن المملكة في رفحاء والدوادمي وخميس مشيط وتبوك وعددهم حوالي 40 ألف مواطن عراقي من عام 1990م وحتى سقوط النظام ولم يجدوا إلا كل محبة واحترام وقدمت لهم المملكة كل ما يحتاجون إليه من تعليم ورعاية وإعاشة والمملكة وقفت مع الشعب العراقي من خلال حملة الإغاثة وتقديم مستشفى في وسط بغداد والبصرة والموصل، كما أنها عالجت أكثر من 20 طفلاً الذين يعانون من مرض السرطان، كل ذلك يشكل لنا رصيداً طيباً واحتراما لهذا البلد وقيادته التي تعمل مع الأمة العربية بإخلاص وصدق.. ونفى الجعفري أن يكون هناك سعوديون موجودين في العراق ومطلوبون موضحاً بأن العراق يدرك أن بعض الأشخاص ممكن أن يتسللوا من تلك الدولة أو من تلك الدولة لكننا نفرق بين تلك الدولة دولة الاجتياز والدولة التي تكون راعية لهذه المواطن.
لذلك نحن نميز الشخص الذي يعبر عن رأيه الشخصي أو ذلك الذي يعبر عن تلك الدولة.
وحول سؤال عن وضع العراق بعد القبض على صدام قال بالنسبة للعراقيين فإن صدام قد سقط 9/4، وسقطت أجهزته، ثم أخيراً بالقبض عليه وصدام تاريخياً انتهى وعلى العراقيين أن يتطلعوا إلى المرحلة القادمة وألا يجعلوا للأعداء مدخلاً وأن يمضوا بالعراق إلى بر الأمان واثبات الكفاءة على كافة المجالات المختلفة.
وحول سؤال عن المهرجان الوطني للتراث والثقافة وشعاره تحت إصلاح البيت العربي قال د. الجعفري: من حسن الصدف أن يكون وجودي في الرياض مع انعقاد هذا المهرجان في المملكة ألا وهو المهرجان الوطني للتراث والثقافة، هذا المهرجان الذي فيه احياء للجانب التراثي والثقافي، وأنا أقول: إن الأمة تتأكد في اصالتها وفي عمقها التاريخي من المحافظة على تراثها واصالتها.. واصالة الأمة تتأكد من خلال اصالتها الفكرية، ولذلك فإن هذا المصطلح للتراث والثقافة قد أمن لنفسه حالة رائعة من حيث الحفاظ على هذا العمق التاريخي، الذي يعني فيما يعنيه حالة الأصالة وشأن الأمة والشعب الذي يمتلك عمق التاريخ ورصيداً تاريخياً.. والتفاخر بأمجاد، تلك الأمة التي صنعت التاريخ وحققت إنجازات تستحق الإشادة والتعريف بهذه الحضارة.
وقال: إن من يمتلك عمقاً تاريخياً يستطيع أن يمتلك طموحاً مستقبلياً بين الأمم التي تعتز بتاريخها أن تكون أجدر من غيرها بصناعة تاريخها.. وحتى لا يكون هذا التقليد والموروث التاريخي لمجرد انشداد للتاريخ وفارغ عن المفاهيم لذلك تتشح عملية الاعتزاز بالتراث والتاريخ على أنها حالة صحية وجيدة.
ولذلك نحن نتوسم في هذه البلاد وما تملكه من تاريخ عريق أن تظهر للعالم هذا الموروث الحضاري والتاريخي ولهذه الأجيال في المملكة وغيرها حتى نستطيع أن نتعرف ماذا أنعم الله على هذه البلاد من الأمن والرخاء والاستقرار هذا البلد الكريم الذي يعتبر فيه العمق التاريخي حافلاً بكل ما تعنيه الكلمة فهو يمتلك أيضاً تاريخاً حافلاً بالظهور، كما أن المملكة بلد الحرمين الشريفين البلد الذي تؤمه جماهير المسلمين في كل أصقاع العالم بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من البشر تأتي إلى المملكة لأداء الحج والعمرة، وهذه الأمور لا بد أن تعرف العالم حجم المملكة باعتبارها قبلة للمسلمين.
المملكة
|