* صنعاء - الجزيرة - عبدالمنعم الجابري:
وجهت صحيفة يمنية انتقادات شديدة للولايات المتحدة على الطريقة التي تعاملت بها في قضية اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي قالت إنه «عومل معاملة مهينة» عبر تخديره لإظهاره مستكيناً منهزماً تائهاً ومشوش الافكار ومشلول القدرة على فعل أي شيء.. معتبرة ذلك «لتشويه صورته ومكانته لدى شعبه وأمته»، مؤكدة أن الرئيس صدام لن يقبل الظهور بذلك المظهر المذل لو كان في حالته الطبيعية، خاصة وان الذين يعرفون الرجل يشهدون بأنه كان شجاعاً ولا يمكن ان يستسلم بسهولة.
وقالت جريدة «26 سبتمبر» اليمنية الاسبوعية إن الولايات المتحدة الأمريكية «عملت» بإصرار ومنذ وقت مبكر على إسقاط النظام العراقي رغم كل ما بذله ذلك النظام منذ البداية من تعاون ونفذ ما طلب منه سواء ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل والقبول بلجان التفتيش الدولية أو حتى الاستعداد لضمان المصالح الأمريكية مستقبلا. وأضافت الجريدة: «إن أمريكا التي ساندت العراق مع عدد من دول المنطقة في حربه ضد إيران وزودته بالكثير من الأسلحة والتقنيات العسكرية والدعم الاستخباري في تلك الحرب لم تتردد ان تعمل جاهدة بعد ذلك من أجل إسقاط النظام العراقي وإزاحته من طريقها ولأهداف تتصل بالمصالح الأمريكية وربما بحسابات إقليمية ودولية أخرى غير بعيدة عما يجري من إعادة ترتيبه أمريكيا في المنطقة».
مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها قد استفادوا تماماً من بعض الأخطاء التي ارتكبها النظام العراقي ومنها ما يتعلق بعدم الاستفادة من المتغيرات الجارية واستيعابها جيداً وانتهاج سياسة انفتاحية أكثر مرونة وتسامحاً لإشاعة الديمقراطية واحتضان كل أبناء الشعب العراقي من أجل تمتين الجبهة الداخلية وتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق والبحث عن الذرائع لتنفيذ مخططاتهم ضده والتي أدت في النهاية إلى احتلال العراق والهيمنة على مقدراته وثروته وهو ما انتهى بذلك المشهد المأساوي المحزن والمهين الذي ظهر فيه رئيس العراق على ذلك الحال الذي أُريد من خلاله إهانة الرجل وإذلاله. وقالت جريدة «سبتمبر» اليمنية لا نظن عربياً أو مسلماً لم يشعر بتلك المهانة التي مسته وهو يرى رئيساً عربياً مسلماً على تلك الصورة المحزنة والمهينة ورغم الضجة الإعلامية الصاخبة معتبرة أن إلقاء القبض على الرئيس صدام حسين وإظهاره على ذلك النحو المسيء والمهين ليس لشخصه فحسب بل لأمته العربية والإسلامية وللشعب العراقي ولمجلس الحكم الانتقالي الذي يطالب بعض أعضائه اليوم بإجراء المحاكمة لصدام وانزال أقصى العقوبة ضده.
ونددت بالحديث عن «محاكمته سواء داخلياً أو خارجياً» معتبرة ذلك يتعارض مع كونه أسير حرب تنطبق عليه اتفاقية جنيف ووجوب الحفاظ على حياته وكرامته الإنسانية وعدم تعريضه لأي أذى نفسي أو جسدي.
|