بناء على محادثات أجرتها مع خبراء أمريكيين وبريطانيين
ليبيا تعلن بصورة مفاجئة إزالة أسلحة الدمار الشامل وتقر بتطوير أسلحة كيماوية

* طرابلس - رويترز:
أعلنت ليبيا أمس الجمعة انها ستزيل كل أسلحة الدمار الشامل الموجودة لديها وأقرت في نفس الوقت انها تطور برنامجا للأسلحة الكيماوية.
وقالت وزارة الخارجية الليبية في بيان: ان ليبيا قررت بارادتها الحرة التخلص تماما من كل أسلحة الدمار الشامل المحظورة دوليا.
وأضاف البيان انه تم التوصل لهذا الاتفاق بعد اجتماعات مع «خبراء» من بريطانيا والولايات المتحدة.
ولم تتوفر على الفور تفصيلات بشأن طبيعة هذه الاجتماعات أو مكان أو موعدانعقادها.
وقال نص البيان الذي أكد معلومات قدمت في وقت واحد تقريبا في لندن وواشنطن ان هذا القرار يتمشى مع تعهد ليبيا بجعل الشرق الأوسط وأفريقيا منطقة خالية من الأسلحة النووية.
وحث البيان الدول الأخرى على ان تحذو حذو ليبيا.
وقال القذافي في بيان نشرته وكالة الأنباء الليبية ان «القرار الحكيم» الذي اتخذته ليبيا يثبت ان بلاده تلعب دورا دوليا في بناء عالم خال من أسلحة الدمار الشامل وكل أنواع الارهاب.
وقال بيان وزارة الخارجية الليبية: ان ليبيا قررت ان تحتفظ فقط بالصواريخ «ذات المدى المطابق للمعايير المتفق عليها في نظام المراقبة - نظام السيطرة على تكنولوجيا الصواريخ - وستتخذ هذه الخطوات بطريقة شفافة يمكن اثباتها بما في ذلك قبول مراقبة دولية عاجلة».
وأضاف البيان «بالاضافة الى هذا تؤكد بأنها تلتزم بمعاهدة حظر الانتشار النووي واتفاقية الضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة الأسلحة الحيوية وتقبل أية التزامات أخرى بما فيها البروتوكول الاضافي لاتفاقية الضمانات لوكالة الطاقة الذرية ومعاهدة الأسلحة الحيوية والكيماوية».
وقال: انه «ايمانا من الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى بأن سباق التسلح لا يخدم أمنها ولا أمن المنطقة ويتعارض مع حرصها الشديد على عالم ينعم بالأمن والسلام فإنها تريد بهذه المبادرة ان تحذو كل الدول حذوها بدءا بمنطقة الشرق الأوسط بدون استثناء».
وأضافت الوكالة ان الخبراء الليبيين «اطلعوا نظراءهم على المواد والمعدات والبرامج التي قد تؤدي الى انتاج أسلحة محظورة دوليا وهي آلات الطرد المركزي وأوان لنقل مادة كيماوية».
وبناء على المحادثات التي أجرتها الجماهيرية العربية الليبية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهما عضوان دائما بمجلس الأمن المسؤول عن ضمان السلم والأمن الدوليين فقد قررت بإرادتها الحرة التخلص من هذه المواد والمعدات والبرامج وان تكون خالية تماماً من الأسلحة المحظورة دوليا».
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي أعلن في البداية هذا الاتفاق خلال خطاب تلفزيوني ان «القرار الذي اتخذه العقيد معمر القذافي تاريخي ومشجع وأشيد به. وسيجعل المنطقة والعالم أكثر أمنا».
وقال بلير: ان هذه الخطوات تؤهل ليبيا «لاعادة الانضمام الى المجتمع الدولي».
وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش ان ليبيا بدأت في الانضمام من جديد للمجتمع الدولي رغم انه لم يتضح على الفور ما اذا كانت واشنطن سترفع كل العقوبات المتبقية على ليبيا.
وقال بوش في بيان للصحفيين «اليوم في طرابلس أكد الزعيم الليبي معمر القذافي علانية التزامه بازالة كل برامج أسلحة الدمار الشامل في بلاده. ووافق بشكل فوري ودون شروط على السماح للمفتشين من المنظمات الدولية بدخول ليبيا».
وتحظر واشنطن حاليا معظم النشاط الاقتصادي وسفر المواطنين الأمريكيين الى ليبيا.
وقالت في الشهر الماضي انها ستجدد حظر السفر لمدة عام ولكنها ستراجعه كل ثلاثة اشهر.
وتفادت ليبيا فرض عقوبات دولية أوسع من قبل الأمم المتحدة في وقت سابق من العام الجاري بعد قبولها المسؤولية عن حادث تفجير طائرة لشركة بان أمريكان فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية في عام 1988 ودفع مليارات الدولارات لعائلات الضحايا.
ولكن واشنطن لم ترفع عقوباتها عن ليبيا مشيرة الى شكوك في ان طرابلس تسعى للحصول على أسلحة بيولوجية وكيماوية.
وقال بلير: ان ليبيا وافقت على «التخلص تماما من كل أسلحة الدمار الشامل التي تملكها والحد من مدى الصواريخ الليبية لمسافة لا تزيد عن 300 كيلومتر».
وقال بلير: «اعلان اليوم يثبت ان بوسعنا مكافحة هذا الخطر من خلال أشياء أكثر من الوسائل العسكرية الصرفة وان بامكاننا القضاء على ذلك سلميا اذا كانت الدول مستعدة بنية صادقة للتعاون مع المجتمع الدولي للتخلص من مثل هذه الأسلحة».