في يوم ما ... زارتني صديقة لي ويقارب عمرها الثامنة عشر عاما، وكالعادة أخذنا نتحدث .. ومعرفتي لصديقتي جديدة ولا اعرف عنها انها غير متعلمة لانني أتناقش معها في مجالات شتى فأجدها فاهمة وواعية، وكان أن أحضرت لها جريدة الجزيرة لاطلعها على تلك الجريدة التي نالت اعجابي وخاصة صفحة حواء الجزيرة التي تعدها الاخت عنان الرواف والتي تعني بشئون المرأة فأجابتني انها لا تعرف القراءة ولا الكتابة فاستغربت من صديقتي هذا الامر وسألتها ماذا تعمل في بيتها قالت لي أخوات أكبر مني وأصغر مني لا يدرسن أيضا واخواتي الكبيرات يرعين شئون البيت أما أنا فاجتمع مع صديقاتي المتعلمات والمثقفات علاوة على متابعتي للمذياع لذلك كنت واعية نوعاً ما، فقلت لها يا أختي حقا انك واعية رغم انك لا تدرسين فشكرتها وشجعتها على أن تسير إلى الأمام، والحقيقة انني دهشت من هذه الفتاة واعجبت أشد العجب بذكائها علما انها لا تدرس فكيف لو درست؟ انها فتاة واعية حقا، وسألتها: لماذا لا تدرسين؟ فقالت وبعينها البكاء، من أهلي وخاصة والدي الذي عارض دراستي ودراسة اخوتي الصغار رغم الحاح والدتي واخواتي عليه فسألتها هل أنت متزوجة فقالت لا.. وكذلك اخواتي الاكبر مني سنا لم يتزوجن بعد فأسفت لها حقاً، أنها مسكينة والذنب ذنب أبيها.. الذي جعلها ضحية للجهل، فسألته لماذا لا تتزوج وهي بهذا السن هل فيها عيب.. فقالت لا.. بل من أجمل الجميلات ولكن والدي شيخ كبير مسن ويسعى للمادة قبل أن يسعى للزوج الصالح.. أنسى ذلك الوالد قوله (ص) «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» انها مشكلة اجتماعية ومن الواقع.
|