في مثل هذا اليوم من عام 1963 م وبعد مرور أكثر من عامين على بناء سور برلين من جانب حكومة ألمانيا الشرقية في مطلع ستينيات القرن الماضي لمنع مواطنيها من التسلل إلى ألمانيا الغربية فرارا من الحكم الشيوعي، سمحت سلطات ألمانيا الشرقية لاكثر من أربعة آلاف من سكان برلين الغربية بعبور السور لاول مرة لزيارة أقاربهم في برلين الشرقية، وبمقتضى اتفاق بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية تمكن أكثر من 170 ألماني غربي من زيارة برلين الشرقية بحيث كان يسمح لكل ألماني غربي بالبقاء لمدة يوم واحد فقط في برلين الشرقية.
وكان هذا اليوم تاريخيا سواء بالنسبة للحظات الألم الانساني العظيم في لقاءات الاقارب الذين فصل بينهم جدار برلين أو للدعاية السياسية التي رافقته. أقيم جدار برلين في أغسطس 1961 حيث فصل بين العائلات والاصدقاء. سيطرت الدموع والابتسامات وكل المشاعر الجياشة على هذا اللقاء الاول بين الامهات والآباء وأبنائهم وبناتهم للحظات قصيرة، ولم تغب توترات الحرب الباردة التي كانت في ذروتها عن المشهد، فقد كانت مكبرات الصوت الالمانية الشرقية ترحب وتهنئ الزوار بوجودهم في «جمهورية ألمانيا الديموقراطية» وهو التقسيم السياسي الذي لم يعترف به الالمان الغربيون، كما كان كل زائر يحصل على كتيب يقول إن السور «لحماية حدودنا من الهجمات العدائية للاستعماريين»، فقد كانت الثقافة الغربية «المنحطة» بما في ذلك الافلام وقصص قطاع الطرق تتسلل من ألمانيا الغربية إلى ألمانيا الشرقية لنشر الاتجاهات الخطيرة، وقال العديد من الزائرين لصحف ألمانيا إنهم كانوا رهائن لدى الدعاية السياسية لألمانيا الشرقية، وقالت افتتاحيات الصحف الالمانية الغربية إن الشيوعيين سوف يستخدمون هذه المؤامرة المخزية للحصول على قبول الالمان الغربيين بالتقسيم الدائم لألمانيا.
|