هناك أكثر من 20 نوعا من الامراض المنتقلة عن طريق الجنس والتي كان يطلق عليها الامراض الزهرية تم اكتشافها حتى الآن.
وفي هذا اللقاء مع الدكتور احمد العيسى استشاري امراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر نتعرف على بعض هذه الامراض وعوارضها وطرق العدوى والانتشار وعلاجها هي الخطوة الاولى لمنعها.
في البداية يوضح د. العيسى ان الامراض الجنسية تصيب الرجال والنساء على حد سواء واكثر انتشارها يكون بين المراهقين والشباب وحوالي ثلثي هذه الامراض موجود في الفئة العمرية تحت 25 سنة. حيث ارتفعت معدلات الاصابة بهذه الامراض خلال العقود الماضية بسبب التحرر الجنسي والابتعاد عن التعاليم الدينية والاخلاقية.
* ما أبرز اعراض هذه الامراض، وماذا عن المضاعفات الصحية الناتجة عنها؟
- قد تكون الإصابة بالامراض الجنسية بدون اعراض واضحة، كما ان الاعراض قد تختلط مع اعراض لامراض اخرى غير جنسية اضافة الى ان امكانية العدوى قائمة في حالة غياب الاعراض.
وتميل المضاعفات الصحية الناتجة عن هذه الامراض الى الشدة والتكرار بشكل اكبر لدى النساء مقارنة بالرجال وذلك بسبب امكانية انتشارها الى الرحم وملحقاته مما يمكن ان يسبب العقم او الحمل خارج الرحم لديهن.
ويجب الاشارة الى ان الامراض الجنسية قد تنتقل من الام الى الطفل لدى الولادة وعلاجها سهل في العادة ولكن قد يؤثر بشدة على الطفل.
* ما اكثر هذه الامراض انتشارا في الوقت الحالي؟
- الحلأ التناسلي هو اكثر اسباب التقرحات التناسلية شيوعا في العالم، وهو من الامراض المنتقلة عن طريق الجنس، حيث ان نسبة الاصابة بهذا المرض في تزايد مستمر خاصة في العقود الاخيرة نظرا لازدياد حالات الشذوذ الجنسي والحرية الجنسية وانتشار الاصابة بمرض الايدز.
ولهذا المرض طبيعته المزمنة وقلة العلاجات الفعالة حيث لا يوجد علاج شاف له حتى الآن وانما علاجات عرضية فقط لتخفيف الالم وتقصير مدة الاصابة.
* كيف تتم العدوى؟
يتم انتقال العدوى الى الانسان السليم نتيجة التماس المباشر مع الشخص المصاب وذلك خلال الاتصال الجنسي، الا ان العدوى بالطريق غير المباشر «غير الجنيس» عن طريق الملابس والحاجيات الخاصة ممكن ايضا.
كما ان التماس مع الحلأ البسيط الشفوي للانسان المصاب قد يؤدي لظهور الحلأ التناسلي وتعتبر اكثر من 50% من حالات الحلأ التناسلي غير عرضية «اي ان المريض يكون حاملا للفيروس دون ان تظهر لديه اية اعراض او ملامح سريرية».
* كيف يبدأ الحلأ التناسلي؟
- هناك شكلان اساسيان للحلأ التناسلي هما: الشكل الناجم عن الاصابة للمرة الاولى بالفيروس «الحلأ البدئي» والشكل الناكس المتكرر وهو ينجم عن التفعيل المتكرر للفيروس بعد حصول الاصابة البدئية.
تميل الهجمة الاولى من الحلأ التناسلي لأن تكون اكثر شدة من الهجمات اللاحقة للمرض وتكون الاصابة عند النساء اشد منها عند الرجال.
وعادة ما تظهر الاصابة سريريا بعد فترة حضانة «2 - 5 ايام» من التماس مع الشخص المصاب. وبشكل عام تبدو الاصابة على شكل حويصلات صغيرة على الاعضاء التناسلية تكون مسبوقة عادة باحساس حرق او الم قبل 24 - 48 ساعة من ظهورها ثم لا تلبس هذه الحويصلات الصغيرة ان تنبثق وتتمزق مخلفة وراءها تقرحات مؤلمة قد تتعرض للالتهاب الجرثومي الثانوي مما يؤدي الى اطالة امد الاصابة، وبعد فترة ايام معدودة «اسبوع لاسبوعين» تميل الاصابة للشفاء العفوي دون ان تخلف اي ندبات.
عند النساء تظهر الاصابة على العضو التناسلي والقناة التناسلية وعنق الرحم والمنطقة ما حول الشرج. في حين انها عند الذكور تميل لاصابة العضو الذكري.
وقد تترافق اصابة الشرج مع آلام شديدة وامساك.
وبشكل عام يترافق ظهور الحلأ البدئي مع اعراض عامة مثل الحمى والصداع وآلام المفاصل والتعب العام.
وبعد الاصابة الاولى يميل الفيروس الى البقاء ضمن العقد العصبية للمنطقة المصابة «الاصابة الكامنة» ويؤدي تفعيل الفيروس مرة ثانية الى حدوث هجمات متكررة من نفس المكان ولكن عادة تكون اخف شدة واقصر زمنا من الاصابة الاولية وكذلك تكون الاعراض الاخرى من صداع وحمى اخف واقل وطأة.
* ما ابرز صور علاج هذا المرض؟
- في الوقت الحالي لا يوجد علاج شاف وناجع للمرض وتعتمد المعالجة على الامور التالية: المعالجة الداعمة مثل مسكنات للالم، ومطهرات ومضادات للالتهاب في حال الالتهاب الثانوي، فضلا عن الدعم النفسي والمعنوي للمريض.
كما توجد ادوية مضادة للفيروسات مثل - الاسيكلوفير Acyclovir وهو يساعد على تقصير مدة الهجمة وتسريع الشفاء وتعتبر المعالجة بطريق الفم اكثر فعالية منها عن طريق التطبيق الموضعي، واكثر ما يفيد العقار عندما يعطى قبل ظهور الحويصلات. اضافة الى المعالجات الموضعية: مثل كريمات الAcyclovir وغيرها.
* كيف يمكن الوقاية من الاصابة؟
- الوقاية هي الضمانة والعلاج الانسب والانجع لأن الاصابة مزمنة وناكسة ولا شفاء منها واصابة احد الزوجين ستؤدي حتما لاصابة الآخر وربما لاصابة الاولاد.
ومن هنا يعتبر الابتعاد عن المقاربات الجنسية غير المشروعة هو الامان والضمان للحماية من الاصابة، كما ان استخدام الواقي الذكري من العوامل المساعدة لمنع عدوى الشريك.
* نود ان تحدثونا عن مرض الثآليل التناسية باعتباره من الامراض التي تنتقل عن طريق الجنس؟
- الثآليل التناسلية من الامراض الجلدية المعدية التي تنجم عن المقاربات الجنسية المشبوهة وغير المشروعة وتنجم عن انواع كثيرة متنوعة من الفيروسات، منها ما يسبب الاصابة الجلدية ومنها ما يسبب الاصابة للأغشية المخاطية او لكليهما معا.
وقد ازدادت نسبة الاصابة بهذا النوع من الامراض في الاعوام الاخيرة وهي حاليا تعتبر بالدرجة الثانية من حيث الشيوع بعد الاصابة بالحلأ التناسلي «الهربس التناسلي».
كما انها تحدث بشكل اكثر شيوعا لدى المرضى المصابين بالايدز وامراض نقص المناعة، وعلى الرغم من ان الثآليل التي تصيب المنطقة التناسلية والشرجية غالبا ما تنتقل نتيجة التماس المباشر اثناء العمليات الجنسية الا ان الانتقال والعدوى بطرق غير جنسية هو من الامور الممكنة.
وقد تكون الاصابة بالمرض غير عرضية وغير واضحة سريريا بمعنى آخر ان المريض يحمل الفيروسات المسببة للمرض ولكن دون ان تظهر عليه اية ملامح سريرية وهنا يعتبر ناقلا للعدوى بشكل غير معلن.
قد تظهر الثآليل التناسلية على المنطقة التناسلية فقط «الاعضاء التناسلية ومنطقة العانة» وقد تترافق مع اصابة في المنطقة ما حول الشرج.
كما يمكن للمريض ان يكون معديا لنفسه اي انه يمكن للاصابة ان تنتقل لديه من منطقة لاخرى بالعدوى الذاتية.
اكثر ما تحدث الاصابة بالثآليل التناسلية عند البالغين ولكن اصابة الاطفال تعتبر من الامور الواردة وقد يحصل ذلك نتيجة التماس المباشر مع الكبار المصابين كما يمكن للام المصابة ان تنقل العدوى لوليدها اثناء الولادة.
* ما فترة الحضانة لهذا المرض؟
- تظهر الإصابة السريرية عند المريض بعد المقاربة الجنسية غير المشروعة والاتصال مع الشخص المصاب أو الحامل للفيروسات بفترة حضانة طويلة نسبيا تتراوح عادة مابين 3 أسابيع و 8 أشهر وقد تتأخر بالظهور حتى مدة السنتين.
* كيف تبدو التآليل التناسلية؟
تظهر الثآليل التناسلية عادة على شكل حبوب طرية الملمس بلون الجلد ذات قاعدة عريضة وسطح خشن غير مستو على شكل حليمات وبأعداد واحجام مختلفة.
وفي المناطق الرطبة في الجلد من الطيات الجلدية فان النمو السريع لهذه الثآليل يؤدي الى تلاقي والتحام الثآليل مع بعضها وبالتالي تأخذ الاصابة شكل القرنبيط «الزهرة».
يزداد نمو هذه الثآليل اثناء الحمل او عند حدوث التهابات موضعية.
أما في المناطق الجافة فان الثآليل تميل لأن تكون ذات سطح قاس ومتقرن وقد تشبه الثآليل الشائعة «التي تظهر عادة على اليدين».
وفي بعض الأحيان تكون الثآليل مصطبغة ومتسخة مائلة للون البني المسود. وفي احيان اخرى تكون ذات احجام صغيرة على شكل حبوب صغيرة مسطحة وناعمة.
ويعتبر العضو الذكري اكثر المناطق التي تصاب عند الرجال واحيانا تظهر الاصابة بالمنطقة ما حول الشرج والقناة الشرجية في حين يصاب الصفن بشكل نادر.
اما عند النساء فأكثر ما تظهر الاصابة على العضو التناسلي «الفرج» او في القناة المهبلية وقد تترافق احيانا مع افرازات مهبلية وألم.
وكما ذكرنا سابقا يمكن للاصابة عند كلا الجنسين ان تكون غير عرضية وغير ظاهرة سريريا وهنا يعتبر الشخص اكثر خطورة في نقل العدوى.
* ما هي مضاعفات الثآليل التناسلية؟
- لا يقتصر الامر فقط على شكلها وازعاجها وكذلك فيما يتعلق بالثآليل التناسلية احتمال نقل الاصابة للآخرين فقط وانما يتعداه لعدد من المضاعفات التي تنجم عنها نذكر منها:
1- تشكل الاورام والتي تحدث نتيجة النمو الزائد والسريع للثآليل وهي تعتبر من العوامل المؤهبة للتسرطن حيث تؤدي لاحقا الى تشكل سرطانات جلدية حقيقية.
2- حدوث سرطان عنق الرحم عند النساء المصابات.
3- حدوث اورام حليمومية في حنجرة الاطفال المولودين لام مصابة نتيجة انتقال العدوى للوليد اثناء الولادة.
* كيف يتم تشخيص الثآليل التناسلية؟
عادة ما يكون تشخيص الثآليل التناسلية سهلا من خلال شكلها السريري المميز «حبوب طرية الملمس بلون الجلد او مصطبغة قليلا» ومن خلال القصة المرضية «التماس مع شخص مصاب او اتصال جنسي مشبوه» الا انه في بعض الاحيان قد يختلط التشخيص مع بعض الامراض الجلدية الاخرى التي قد تظهر في المناطق التناسلية ومنطقة ما حول الشرج.
وفي الحالات المشتبه بها او في الحالات التي لا تكون الاصابة واضحة عند المريض يمكن الاستعانة ببعض الفحوصات للتأكد من التشخيص مثل الخزعة الجلدية واستخدام الطرق المناعية لتحري الحمض النووي للفيروسات.
* ماذا عن علاج الثآليل التناسلية؟
- عندما يتعلق الامر بالامراض الجنسية يتبادر للذهن مباشرة القول المشهور «الوقاية خير من العلاج» وهذا القول ينطبق على جميع انواع الامراض التي تنتقل عن طريق الجنس، فبالابتعاد عن المقاربات الجنسية غير المشروعة وغير الطبيعية يحفظ الانسان نفسه من الاصابة ليس نفسه فحسب وانما زوجته واولاده ايضا.
|