Saturday 20th december,2003 11405العدد السبت 26 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ذوو الاحتياجات الخاصة وهذه اللفتة ذوو الاحتياجات الخاصة وهذه اللفتة

قرأت في عدد الجزيرة رقم 11369 وتاريخ 19 رمضان 1424هـ موضوعاً بعنوان الدكتور ناصر الرشيد يتكفل بإنشاء مركز لرعاية الأطفال المعوقين بحائل وكذلك قال الأمير تركي بن ناصر رئيس جمعية التوحّد في العدد 11371 وتاريخ 21 رمضان 1421هـ بأن الدولة تهتم بالمعاقين وتسخر كل امكاناتها لخدمتهم وفي العدد 11377 وتاريخ 27 رمضان كان هناك موضوع يقول وزير العمل يوافق على تسجيل الجمعية الخيرية لرعاية المعاقين بمحافظة الرس..
وفي الحقيقة ما هذا إلا القليل مما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين لهذه الفئة الغالية وبصراحة فأنا عندما أكتب عن هذه الفئة وتحديداً في هذا الموضوع فإنني أكتب من خلال واجب مهني وإنساني يحتمه علي تخصصي ومهنتي كإخصائي اجتماعي يسعى لمساعدة الغير أو نقل معاناتهم ومشاكلهم للمسؤول في سبيل إيجاد أفضل وأنجع الطرق لحلها.. وفي الحقيقة قد طُلب مني الكتابة عن هذا المطلب الإنساني من قبل بعض الأخوة من ذوي الاحتياجات الخاصة وخصوصا من يعول منهم.. ولكن لم تسمح لي الفرصة إلا عندما قرأت عن كل هذه المكرمات وغيرها من قبل حكومتنا الرشيدة أعزها الله فأحببت أن أبين هذا الطلب الإنساني من خلال صفحتنا ومنبرنا الإعلامي المميز عزيزتي الجزيرة والتي لا تبخل علينا أبداً بشيء خصوصاً إذا كان فيه خدمة للإنسانية ولأي شخص من أبناء هذا الوطن العزيز ويأتي المشرف على عزيزتي الجزيرة عبدالله الكثيري على رأس الأشخاص الذين لا يألون جهداً في إيصال كل ما يريده ابن هذا الوطن عبر هذه العزيزة.. أقول: أياد بيضاء، وكرم بلا حدود، وجود كالمطر ينهمر وعطاء لا ينقطع خيره على الجميع البعيد والقريب مجتمع كريم وراعٍ أكرم وخير لا ينضب، نماء وتطور وازدهار، حضارة وتاريخ أمن وأمان وطمأنينة وعدل ورخاء، تعاون و تكافل ورحمة ومحبة، كل هذا وغيره بقيادة رجل شهم وابن كرام، سياسته حكيمة وعدله ملأ الكون وحكمته سارت بها الركبان.. والدنا الغالي خادم الحرمين الإنسان دائماً يطمع في المزيد والإنسان مجبول على حب الخير لنفسه ولمن يعول أولاً.. هؤلاء يا والدنا الكريم فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا الوطن الأبي يعيشون على ترابه الطاهر ويفترشون أرضه الطيبة ويلتحفون بسمائه الظليلة.. يأكلون من خيراته التي لا تنتهي ولله الحمد والمنة..يبوءون بنعمته عليهم بفضل من الله ثم بفضل شخصكم الكريم وسياستكم الحكيمة.. كلهم فداء لهذا الوطن وأهله وترابه الطاهر.. يعملون ويكافحون من أجله ومن أجل أن يردوا ولو جزءاً ضئيلاً من أفضاله وأفضالكم عليهم.. والدنا الكريم تفضلتم عليهم كثيراً واعطيتموهم الكثير أيضاً، ميزتموهم عن غيرهم بأشياء كثيرة وخدمات عظيمة ومنحتموهم أشياء لم تمنح لغيرهم.. ولن يستطيعوا أن يردوا هذا إلا بالشكر والتقدير والعرفان بالجميل.. وأن يدعوا لكم المولى بقلوب مخلصة صادقة بأن يديم عليكم المولى نعمة الصحة والعافية وأن يجعل الله ذلك في ميزان أعمالكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا صنع لكم أحدهم معروفاً فكافئوه فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه فادعوا له الله» وهذه الفئة لن تستطيع أن تكافئك مهما عملت ومهما بذلت الرخيص والغالي ولكنهم بالتأكيد سيرفعون أيديهم في جوف الليل ويدعون لك بكل ما أنت أهل له من خير وتوفيق وصلاح وعافية..
صعوبة حياتنا وقسوة ظروفنا جعلتنا نقصد من بيديه العون والمساعدة بعد المولى سبحانه وتعالى.. هذه الفئة يا خادم الحرمين الشريفين لا يريدون شيئاً لأنفسهم فقد نعموا بخيراتك العظيمة منذ نعومة أظفارهم ولكنَّ أبناءهم فلذات أكبادهم يريدون بيتاً يأويهم ويمنع عنهم ذل المسألة وإراقة ماء الوجه ويجمع شملهم بعد أن يواري التراب أجساد آبائهم.. مطلبنا هو مطلب الابن البار من أبيه العظيم.. فعلاً تفضلت عليهم يا والدنا الكريم بقطرة من بحر جودك وإحسانك وجعلت لهم هذه المكرمة لتضاف إلى مكارمك العظام السابقة إن كنا أهلاً لذلك.. حاجتهم يا خادم الحرمين أن توجه من يلزمه الأمر بتقديم أسمائهم في البنك العقاري حتى تشملنا هذه المكرمة مبكرا نحن وأسرنا وأطفالهم وألا ينتظروا كل هذا الوقت وربما لا تأتي أدوارهم إلا بعد أن يطويهم الثرى.. ويتركوا أبناءهم لظروف وصروف الدهر القاسية.. هذا ما نتمناه ولا يساورهم شك أبداً بأنكم حفظكم الله ستريحون أنفسهم وسترسمون البسمة على شفاههم الجافة بقطرات خيركم الندية.. حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم وأبقاكم وصحبكم الكرام ذخراً لهذا الوطن وأهله.. إنه سميع مجيب الدعاء..

عبدالرحمن عقيل حمود المساوي
الرياض 11687/ص.ب: 155546

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved