Saturday 20th december,2003 11405العدد السبت 26 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحديث عن الموت من صميم العقيدة الحديث عن الموت من صميم العقيدة

قرأت ما كتبه الأخ عبدالله الكثيري يوم الجمعة في صفحتيه شواطئ وأشكره على ما قدم من كلمات عن ضرورة الاستعداد للموت والعيش احبابا مع الناس منا، ان حديث الاخ يشكل ما نريده عند الحديث عن الموت، وبقي ان يكمل كل امرئ مسلم كيف يكون الحديث عن الموت، يحب البعض ان يسمى الحديث عن الموت بكلمة غريبة «ثقافة الموت» بطبيعة الحال هم يقصدون امرا معيناً ولكنهم لا يستثنون ولذا يقع اللبس، تأصيلاً للمسألة نقول: إن لحديث الموت والاستشهاد والقتال وما بعده شأن عظيم في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فكيف نتعامل معها من خلال طرح الكاتب وطرح ما يسمى «ثقافة الموت»، من يذكر ثقافة الموت يستشهد بكلام يظنه ينسجم تماما مع نظرة الإسلام لذا يجب ان نرجع الى حديث القرآن الكريم عنه، الموت مذكور في عدد كبير من الآيات ومن يتتبع ذكر الموت والعذاب والنار والجنة ونعيمها ونزع الارواح وما شابه يقف حائراً أمام الكلام الجزاف عن الموت ويتساءل كيف يجمع بينه وبين تلك النصوص التي تشد الإنسان الى يومه والذي سوف يسأل فيه ويحاسب، ان ذكر الموت في الآيات بالعدد الذي لا يحصى عجيب وغريب ولله تعالى في ذلك حكمة فهل يتنبه لها من يتشدد في إدانة من يتحدثون عن الموت، بين يدي كلمات من بعض سور جزء النبأ في القرآن الكريم كلها تدور فيما يمكن ان يندرج تحت ثقافة الموت وهنا لدي سؤال: كيف نتعامل معها وكيف نقدمها للطلبة، بات من الضروري ان يضبط الحديث عن الموت في ظل طرح من يقدسون الموت وانه بوابة للجنة بالطريقة غير الشرعية «الارهاب»، توضيح المسار جيدا حتى لا يتجرأ احد على كتاب الله تعالى وهو لا يعلم ضروري وحتى لا يدين المحجة البيضاء «القرآن والسنة» وهو لا يدرك ما معنى كلامه وماذا يوحي اليه وان كانت نيته معالجة مشكلة حب الاستشهاد على الطريقة الخاطئة، القريب من القرآن الكريم يستهجن بعض حديث الموت ويعده طامة كبرى أمام نداء القرآن والله تعالى ذكرنا بكثرة في آيات عدة بلقاء يوم القيامة وبوابة اللقاء الموت ويستنبط العلماء ان كثرة الآيات بهذا الشكل تؤكد على أهمية الأمر ولو ان المشركين صدقوا بما بعد الموت لما كفروا أو بالأحرى انهم اتخذوا التكذيب بالبعث الذي يأتي بعد الموت حجة أمام ما يطلبه منهم رسولنا صلى الله عليه وسلم، انا على يقين ان الكل لا يقصد الاساءة ولا الإيحاء ولا شيء من هذا ولكني اذكره بالله تعالى واقول له: إياك ان تقع بشباك لا تعلمها وحذار ان تتكلم بشيء وانت بعيد عن مقاصد الشريعة ومقاصد الآيات الشريفة واقول له هذا نتاج كلام لم تراجعه جيدا فللموت قصة وهي حديث في صميم العقيدة والإيمان بها من اركان الإيمان، يكفينا لكي نبرر الحديث عن الموت ان المشركين كذبوا بالبعث والنشور وانهم سيموتون ولا بعث ونحن نقول سنموت ونبعث ونحاسب ونقول للأجيال الموت قادم والتكذيب بما بعده شأن الكافرين، على العموم لهؤلاء ان يعتذروا عن مثل فهمي هذا لطرحهم «الإيحاء لمشكلة الموت» وان يحددوا المعالم ونحن على يقين ان الله تعالى انزل كتابه ليقرأ ويعرف ما فيه، على الأقل سنتعامل مع هذه الآيات من باب القصة قصة تكذيب البعث الذي يأتي بعد الموت ونحذر الطلاب وستكون ثقافة الموت لا محالة مع تذكيرهم بحال الإنسان بعد الموت، ارجو ان يوجه لي طرحا يدركه عقلي الذي يمتلئ بالكلمات عن يوم القيامة وما بعده وما قبله من موت حتى ينير لي الطريق ولا أتخبط بين كلمة «ثقافة الموت» وما بين يدي من آيات كريمات تتحدث عن شيء اسمه الموت ونزع الارواح وما شابه ولو جمعت الكلمات التي تتحدث عن نقاش القرآن الكريم مع العرب عن موتهم وحياتهم ما كفت المساحة، اليك اخي بعض الكلمات: النبأ العظيم، يوم الفصل، اليوم الحق، النازعات، الناشطات، فإذا هم بالساهرة، الطامة الكبرى، الساعة، ثم أماته فأقبره وإذا شاء انشره، الصاخة، إذا الشمس كورت، إذا النجوم انكدرت، وإذا السماء انفطرت، الدين، إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم، والأمر يومئذ لله، يوم يقوم الناس لرب العالمين، على الآرائك ينظرون، الحاقة، القارعة، الزلزلة، هذه بعض الكلمات وعلى كل حال أقول ان في كتاب الله تعالى الذي ندرس تفسيره ذكر للعذاب والنعيم الذي ينتظر الإنسان وطريقة العرض يوم القيامة وللنار اسماء وأوصاف عدة كما أن للجنة اسماء وأوصاف عدة فماذا يريد صاحب مصطلح «ثقافة الموت» وكيف نعرض ذلك للطلبة مثل هذه النصوص وهل اذا عرضناها سيقول لنا إنها ثقافة الموت، أنا على يقين أنه لن يفعل، فقط اريد منه ان يحدد وان ينفي الإيحاء الذي اساء لشخصه أولاً والنصوص قائمة بإذن الله لن يمحوها مقال عابر.

شاكر بن صالح السليم
معلم تربية إسلامية/عوف بن الحارث المتوسطة

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved