إن المتأمل لسيرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز العطرة يجد أنه أمام سيرة إنسان كريم يزخر بكثير من السجايا والخصال الحسنة الكريمة التي استمدها مما حباه الله من انتماء للدين الإسلامي والخلق الكريم النبيل ثم من أسرة عريقة سخّرت جل أعمالها لخدمة هذا الدين الحنيف والدعوة إليه والعمل على تطبيقه وعندما تستعرض ما يقوم به سموه الكريم من دعم لأعمال الخير ومشروع من مشاريع البر والإحسان وتفقد لأحوال المحتاجين والأرامل واليتامى المساكين فإنك تجده من أوائل من يفك الكربات عن المكروبين ويساعد في رفع البؤس عن المحرومين وبذلك يحقق الهدف السامي من الإنفاق والصرف في أوجه الخير فهو صاحب الطبع السليم الذي لا يُفتح باب من أبواب الخير ولا ميدان من ميادين البر يحتاج فيه إلى مال إلا وتجد الأمير عبدالعزيز أول من يسارع له ويبادر إليه وهذا هو فعل المسلم الذي يتبادل عوامل العطف والرحمة بين أفراده ليشعر الجميع بالمحبة والألفة والتعاون بينهم.
فالسعيد من وفّقه الله لإدخال السرور على الآخرين بقضاء حوائجهم وأشاع البسمة بين ذويهم وسارع إلى عون المنكوبين وبذلك تسمو المعاني الإسلامية من تربية الوجدان وتقوية أواصر المحبة وتعميق مفهوم الأخوة في الله وهذا ما يعنيه قول المصطفى عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخارى عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة» ومن باب شكر الناس ومقابلة المعروف بمعروف مثله كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال «من لا يشكر الناس لا يشكر الله» وشكر الله أوسع من ذلك وأشمل وكرمه أرحب فإننا نشكر لسمو الأمير عطاءه وصرفه في أوجه الخير وسمو نفسه وعلو همّته في سماء الخير والجود مرتفعاً عن الشح وأثره في تحسس آلام الآخرين فكم من محتاج ويتيم وأرملة ومطلقة وزوجة سجين يرفعون أكفّ الضراعة إلى الله وتلهج ألسنتهم له بالثناء ان يقيه من كل سوء ومكروه والإنسان الذي يتمتع بهذه الصفات جدير بأن يبقى حبه في القلوب ومن تجمّل بهذه الخصال الحميدة وزكّى نفسه عن الشحّ وطهّر ماله بالصدقة فانها عنوان على توفيق الله على عبده وهذا هو أبرز سمات مجتمعنا المسلم انه مجتمع التكافل والمرحمة مجتمع التواصل والبر مجتمع يسوده العدل والإحسان والتكامل عملاً بقول الله تعالى: {إنَّمّا پًمٍؤًمٌنٍونّ إخًوّةِ}.
نسأل الله عزّ وجل ان يمتد هذا الخير والجود من لدن سموه الكريم وان يسبغ عليه الصحة والعافية وان يوفق قادة هذه البلاد لما يحب ويرضى وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا وأن يثيب بالجزاء الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز على ما قدّم وسوف يقدّم لأعمال الخير وان يجعلها في موازين حسناته إنه ولي ذلك والقادر عليه.
|