قال تعالى {كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍ پًمّوًتٌ ثٍمَّ إلّيًنّا تٍرًجّعٍونّ} ..
فالموت حق وكل نفس إلى زوال مهما طال بها العمر وهذه هي سنة الله في الحياة فلله ما أعطى وله ما أخذ والحمد لله على قضائه وقدره ففي ثالث أيام عيد الفطر المبارك كنت في استراحة لبعض الزملاء بقصد المعايدة وكنا نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث لكن ذلك السمر لم يستمر طويلاً وذلك عندما عرض الشريط الاخباري خبراً نزل علينا كالصاعقة ألا وهو خير مقتل فارس الشعر والقلم طلال الرشيد في دولة الجزائر وهو في رحلة صيد حيث كانت يد الغدر والظلم تنتظره هناك. هذا الرجل لم أقابله في حياتي إلا أنني كنت من أشد المعجبين به ومن أشد المتابعين لشعره. إنه يستحق من محبيه كل هذا الاعجاب والاحترام فقد عُرف عنه الكرم والتواضع وحب الخير والأدب الجم وهو شاعر من طراز فريد كنت معجباً بشعره الذي يلامس وجدان أي إنسان يقرأ له. آه منك يا أرض الجزائر كيف يرخص دمه لديك؟ نعم أبو نواف اغتالته يد الغدر وبذلك يفقد العالم العربي بوجه عام والمملكة العربية السعودية بوجه خاص رمزاً من رموز الشعر ونهراً من أنهارها العذبة. لقد كان خبر مقتله فاجعة مؤلمة لكل من عرف رجل الأخلاق الشاعر الإنسان طلال الرشيد فبرحيله ينضب نهر من أنهار الشعر فليبكيك الشعراء والأدباء وليبكيك محبوك كما بكت الجزائر شهداءها المليون وستبقى يا أبا نواف في ذاكرة كل من عرفك وأحبك فرحمك الله رحمة واسعة ونسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة ونسأله سبحانه أن يسكنك فسيح جناته وفي الختام نرفع أصدق التعازي والمواساة إلى أهله ووالدته وإلى ابنيه نواف وعبدالعزيز فنسأل الله أن يحسن عزاءهم ويجبر مصيبتهم و{إنَّا لٌلَّهٌ $ّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.
|