رجل غير محسوب على أهل العلم ولا من أهل الفتوى! ولم يذكر عنه إلقاء محاضرة أو مشاركة في ندوة، أو إحياء أمسية شعرية، غير أنه يأسر مخالطيه طيبة وتكرماً، ويملك مجالسيه بحسن خُلقه، وجميل تعامله، ولطف معشره!
لم يلهه ما آتاه الله تعالى من ثراء عن المشاركة في المناسبات الاجتماعية لذويه، ومعارفه، وأصدقائه، فلا يكاد يُفقد في فرح أو ترح، في حفلة زواج، أو تشييع جثمان.
وسّع الله تعالى عليه فوسع هو على عباد الله، لا تفرّق في مكتبه بينه وبين موظفيه، فالكل يسلّم، والجميع يرد السلام، تشعر بروح الفريق الواحد داخل إدارته.
والأهم من ذلك كلّه ان القادم إليه لتعامل تجاري، أو مشروع خيري يخرج منه وقد رضي كل الرضا مما لقيه منه من تعامل كادت الماديات ان تجعله في هذا الزمان أندر من الكبريت الأحمر.
ولم يعد مستغرباً ان يخرج إليك خارج مكتبه ليصافحك أو يعانقك ومن ثم يمسك بيدك حتى يدخلك مكتبه، وهو في توديعه لا يقل حفاوة بك عنه في استقباله.
تراه إذا ما جئته متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
|
إن من يراك ولو مرّة واحدة ليرجو لك أكبر النصيب من قوله صلى الله عليه وسلم «إن الرجل ليبلغ بحسن خُلقه درجة الصائم القائم يوم القيامة».
هكذا أحسبك يا أبا فهد والله حسيبك، ولا أزكي على الله «عبدالله بن صالح العثيم» ولا غيره، ولكني معجب به وأحبه وأحب غيره ممن جعل السنّة له نبراساً.
نساء كوم - العدد 44
|