الضوء الذي انتشلني برائحة عطرة
وسمية الحربي

كنت تائهة بين أمواج الحياة تصافقني بينها دون مبالاة.. تستففلني وتضحك علي عندما تجدني أبكي من أجلها وهي فانية وأترك آخرة باقية تنسيني انني ورقة شجرة لابد وان اخضرت ان يأتيها الخريف ويسقطها تدلني على كهوف مظلمة فأكون أسيرة لها تسيطر على أفكاري وجوارحي تزرع بقلبي الحقد على من أخطأوا بحقي فتكرهني بالعفو والصفح عنهم لكن فجأة أتت رعود وبروق حول هذه الأمواج فسقط شيء من ضوء البرق عليها فتعلقت به فاختفى فتمنيت انه يعود مرة اخرى حتى أمسكه وأخرج من هذه الامواج وفعلا اتى وانتشلني برائحة عطره الذي يفوح من أفواه الصالحين وبلسمه الذي يدلك به جرح المساكين وبشذا الصبر والعفو والايمان استقللت زورقاً من زوارق الحياة فأصبحت أسامح الناس الذين أخطأوا بحقي وأصبحت منديلاً لكل مغلوب جرت دمعته على خده وانشودة لكل بيت تملك الفرح ارجاءه وكلمة حق لمظلوم عبست الايام بوجهه وماء الظمآن الذي تاه بالصحراء فرجع إلي فأرويت عطشه بكلمة صبر تعينه على همه وأصبحت أرى الحياة من باب واحد فقط وهو باب الايمان وان ما اصابني لم يكن ليخطأني وان ما أخطأني لم يكن ليصيبيني وان ما كتب علي ستراه عيني وبهذا عرفت الدنيا على حقيقتها وآنها اذا اضحكتني ساعة أبكتني ساعات وان الإنسان مهما طال بقاؤه لابد من أن يأتيه يوم يرحل فيه فهيا لنبدأ بتجهيز حقيبة سفرنا بالاعمال الصالحة حتى نتمتع بين سياحة دائمة في جنة عالية قطوفها دانية.