ما أجمل أن نكون ممن يمتلكون موهبة البيان، وفصاحة اللسان، ومشاعر الإنسان، لنكون من المحظوظين بهبة إلهية عظيمة لا يعرف قدرها إلا من أوتى عقلاً حصيفاً، وأفقاً متسعاً، وفؤاداً شفيفاً.
حقاً .. إن من البيان لسحرا.. فنحن في زمن نجعل الغاية الرئيسية من الأدب المتعة فينصب تقييمنا وتقويمنا في الفنيات والجماليات اللفظية، والقدرة الباهرة على الصياغة مقابل ذلك تساهل كامل في مرامي العمل الإبداعي ومحتوياته الفكرية التي قد تسبب هدماً كبيراً في جدار المثل والأخلاقيات.
فنلاحظ أن الأدب ينمو جيلا بعد جيل، لأن لكل جيل غايات نبيلة. لا نذكر وجود المتعة فهي من جوانب العمل الأدبي، ولكن يظل نمو الأدب ركناً أساسياً لا يستقيم أن نصنف العمل بأنه أدب دون وجوده سواء كان ذلك في الأخلاق، أو الأعراف، أو المعتقد..
ولأن الأدب أحد الفنون التعبيرية التي تخاطب الوجدان فلابد من وجود (الإحساس) و (التفاعل) و (القدرة على التأثير) لأن الأدب يتحدد بمدى قدرته على التأثير، وبمدى فاعليته في التغلغل داخل المتلقي أو جذبه ليعيش في أجواء النص ويتفاعل معه بتلقائية.. فرحاً وحزناً.. غضباً وسروراً.
وبذلك نستطيع الحصول على نص موفق في إحداث الاحساس والتفاعل والقدرة على التأثير عن طريق المفردات وطرق بيان وأساليب تراعي الجمال في التناول، والسعي لإحداث التأثير النفسي المطلوب في المتلقي، ليستخلص من خلالها العبرة أو القيمة أو الغاية عبر أجواء ماتعة تنتجها أجواء النص.
|