Saturday 20th december,2003 11405العدد السبت 26 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ولي العهد مخاطباً ضيوف الجنادرية: ولي العهد مخاطباً ضيوف الجنادرية:
نحن لا نريد أن نفرق بين عربي ومسلم ..وإصلاح البيت العربي واجب على الجميع .. والإسلام أساسنا وقدوتنا

* الرياض - واس:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في قصر سموه بالرياض بعد ظهر أمس ضيوف الحرس الوطني من العلماء والأدباء والمفكرين ورجال الإعلام والصحافة من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها الذين يحضرون المهرجان الوطني التاسع عشر للتراث والثقافة والمقام حاليا في الجنادرية.
وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها.
ثم تشرف الضيوف بالسلام على سمو ولي العهد.
بعد ذلك ألقى الكاتب الأديب بلال الحسن من دولة فلسطين كلمة ضيوف المهرجان تطرق فيها إلى عنوان الندوة الذي طرحته الجنادرية لهذا العام وهو «إصلاح البيت العربي» مشيرا إلى أنه ومن خلال متابعة البحث الواجبة في هذا الشأن فإنه لابد من الإشارة إلى أن سمو ولي العهد كان أول من بادر إلى طرح مشروع تطوير وإصلاح البيت العربي على اجتماع القمة العربية متضمنا رؤيته لصيغة جديدة لكيفية صنع وتنفيذ القرار العربي.
وأكد أن مسؤولية التغيير والتطوير مسؤولية يجب على المثقفين والأدباء إثبات قدرتهم على البحث فيها بكل شجاعة وموضوعية.
وأشار إلى أن الجامعة العربية تحتاج إلى تطوير باعتبارها مركز صناعة القرار السياسي العربي كما تحتاج خطة إنشاء السوق العربية المشتركة إلى بحث وتنفيذ باعتبارها المدخل إلى وحدتنا السياسية.
وقال لا أريد أن أقلل من خطر العامل الخارجي والذي يحاول أن يطور الفكر الاستعماري من استعمار للأرض إلى استعمار للعقول واذا كان مقدرا لنا أن نخوض تحرير الأرض منذ زمن طويل فقد آن لنا أن ندخل معركة تحرير العقول بكل شجاعة واقتدار.
ثم ألقى الشاعر عيسى بن علي جرابا قصيدة بعنوان «حدائق الأمن» نالت استحسان الجميع.
بعد ذلك ألقى الشيخ الدكتور عايض القرني كلمة تحدث فيها عن التزام المملكة بالوسطية مستشهدا بخطاب الملك عبدالعزيز رحمه الله بعثه للعلماء عام 1335 ه قال فيه «إننا على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسط لا إفراط ولا تفريط».
وأضاف الشيخ الدكتور القرني قائلا نعم للوسطية لا إفراط ولاتفريط.. نرفض في بلادنا حكاما ومحكومين الإفراط والغلو والتكفير والتفجير والإرهاب.. كما نرفض جميعا كل من أراد أن يفسد في الدين وأن يتحلل من الملة وأن يقدح ثوابت الإسلام وأن يخلي المسجد والمصحف وأن يستهزئ بالله ورسوله وبالمؤمنين.. نعم للوسطية التي قامت عليها دولتنا.. نعاهد الله على الصدق وعلى الولاء وعلى النصح وعلى أن لا تأخذنا في الله لومة لائم.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
شكرا.. أرحب باخواني الضيوف.. وهم ليسوا ضيوفا في بلدهم الثاني.. وأدعو لهم بالتوفيق والنجاح.. وأتمنى لرسالتهم أن تصل إلى العالم أجمع لانها رسالة حق وعدل وإنصاف للأمة العربية والأمة الإسلامية.
اخواني.. لا أخفيكم أن المملكة العربية السعودية حصل فيها ما حصل مع الأسف من أبنائها وهذا أثر فينا كثيرا.. ولكن هؤلاء الأبناء مغرر بهم.. وقد جاءني بعض آبائهم وبعض قبيلتهم يبكون ويقولون إن هؤلاء سودوا وجوهنا.. فقلت لهم.. أبدا شيلو كل شي عنكم.. بالعكس انتم رجال.. نعرفكم أنتم وقبائلكم.. وأهلكم ولله الحمد أوفياء.. متمسكون بعقيدتكم الإسلامية وأخلاقكم العربية خدمة لدينكم ووطنكم شيلو عنكم هذه كلها وهذا جاهل غرر به وعمل ما عمل.. وشفنا من العلماء مع الأسف.. ومع الأسف أقولها.. الذين غرروا بهم.. وتكلم معهم الاخ الدكتور عايض وكلهم ولله الحمد اعترفوا بخطأهم.. واعترفوا أنهم ليسوا على حق.. ولكن بعد ماذا.. بعدما عملوا أعمالهم.. الذي عملوه لا يخفى عليكم بحجة الاجنبي.. وحجج واهية.
الاجنبي هذا جاء ليخدم هذا الوطن.. وهذا عليه ما على المواطنين من أمان لانه جاء بأمان لخدمة الوطن.. ولكن مع الأسف هؤلاء الذين فعلوا هذا مغرر بهم.
وأحب أن أقولها لكم نحن وراءهم.. والله فوق كل شيء.. نحن وراءهم مهما كان ومهما كانوا.. والجسد اذا كان فيه عضو فاسد فلا بد أن يبتر.. وهؤلاء لابد أن نبترهم بترا.
يا إخوان.. هذا ما أود أن أحكي وأتكلم عنه.. وأعتقد أن كل سعودي.. كلهم هؤلاء.. قلوبهم تقطر دما لانه مع الأسف أنهم منا.. ولكن الجهل والغباء والايدي الخبيثة التي تعمل في العالم العربي والعالم الإسلامي هذه آخرتها.. أما نحن فان شاء الله مثل ما وعدنا نحن وراء كل مفسد وكل من يشوه العقيدة الإسلامية.. عقيدتنا واضحة كلها كالشمس.. أخلاق.. رجولة.. انسانية.. محبة.. أخوة.. هذا الإسلام الحقيقي.. أما أن يأتي أبناء الإسلام ويشوهون سمعة الإسلام.. وأين حدث هذا.. عندنا.. لا يجوز هذا.. ولا بد لهذه الشرذمة الخبيثة أن تقلع من جذورها.. وكل واحد يؤيد هذه الفئة الضالة أو يرحمهم نعتبره واحدا منهم.
يا اخوان.. هل يرضى أحد على دينه ووطنه ومحارمه وأولاده أن يأتيهم فض غليظ القلب قذر يدّعي الإسلام.. أبناء الإسلام هؤلاء كلهم ولله الحمد لا يحكون الا بالخير ولا يتكلمون الا بالخير.
نقول الكلمة الطيبة والأخلاق.. هذا الإسلام.. هذا اسلامنا.. أما الذين شوهوا سمعتكم.. سمعة الإسلام.. فيا اخواني لابد لكل واحد منكم.. وكل مسلم لا يمكن الا أن يحارب هذه الفئة الضالة لانهم شوهوا دينكم.. هذا شيء لن يقبله أي عاقل.. ولا أي انسان فيه حبة من الخردل من الاخلاق ومن الانسانية.
اخواني.. أنا ما أتيت الآن لأشرح لكم عن ما في بلدكم.. ولله الحمد قضي على الاكثرية.. لم يبق الا أقلية.. وهذه الاقلية نحن ان شاء الله وراءها.. ووراء الذي سيأتي من ورائها.. عشر سنوات.. عشرين سنة.. ثلاثين سنة.. نحن وراءهم.. لانهم أول شيء محاربتهم على كل مسلم لانهم شوهوا سمعتكم.. سمعة الإسلام.. عقيدتكم.. ايمانكم.. أخلاقكم شوهوها.
أتمنى لكم التوفيق.. وقد انفعلت قليلا.. فأرجو أن تسامحوني لان هذا شيء يغيض القلب.
بارك الله فيكم وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.
بعد ذلك دار حوار بين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والحضور اتسم بالصدق والصراحة والوضوح.
وفي بداية الحوار أجاب سمو ولي العهد على سؤال عن إمكانية وجود مشروع اجتماعي اقتصادي سياسي شامل في المملكة العربية السعودية لمواجهة هذا التطرف وهذا الإرهاب قائلا: شكرا لك يا أخ.. شعبك شعب المملكة العربية السعودية ولله الحمد مؤمن.. ولله الحمد ايمان وأخلاق وأدب ووطنية.. وكلهم هؤلاء ولله الحمد فيهم غيرة لعقيدتهم وغيرة لوطنهم.. وغيرة لعروبتهم وإسلامهم.. هذه ولله الحمد في اخوانكم شعب المملكة العربية السعودية.. ولكن هذه الفئة الضالة في جحر مظلم ويبحثون عن الفرصة ليعملوا عملتهم هذه.. يقتلون النساء والشيوخ والاطفال.. بأي حق.. مسلمين وغير مسلمين.. لا يجوز هؤلاء في الذمة كلهم.. ولكن إرادة الله نحن نقبلها ولا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأجابه على سؤال عن رأي سمو ولي العهد في الاحداث الحالية في المنطقة قال سموه يا أخي أنا هنا لأرحب بأدباء وعلماء وكتاب.. والسياسة الحمد لله رب العالمين أنتم كلكم سياسيون وكتاب وأدباء داخلون في السياسة.. دعونا نأخذ ربع ساعة أو ثلث ساعة نفتك من السياسة كلها.
وردا على سؤال عن إصلاح البيت العربي من الداخل ودور المثقفين من أبناء الوطن العربي في ذلك قال سمو ولي العهد شكرا يا أخ.. اصلاح البيت العربي هذا واجب على كل عربي وعلى كل مسلم.. وأنتم الان موجودون وستبحثون ان شاء الله عن حل أو طريقة.. يا أخي نريد جمع شمل الأمة العربية والإسلامية.. نحن لا نريد أن نفرق بين عربي ومسلم.. عربي معناه جامع لكل عربي حتى اخواننا المسيحيين ان كان عربيا.. أهلا وسهلا عربي.. والإسلام هو أساسنا وقدوتنا وعقيدتنا وإيماننا وليس لكم عز أيها العرب إلا بالله ثم بالاسلام أبدا.. وشكرا.
بعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو ولي العهد.
حضر الاستقبال والغداء صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني التاسع عشر للتراث والثقافة وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد السعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد ومعالي رئيس الشؤون الخاصة لسمو ولي العهد الاستاذ ابراهيم بن عبدالرحمن الطاسان.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved