Saturday 20th december,2003 11405العدد السبت 26 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في محاضرته عن «الغلو والتطرف»: في محاضرته عن «الغلو والتطرف»:
د. القحطاني: الغلو ليس من بيئتنا ولا من نتاج مناهجنا وليس تقصيراً من علمائنا

ضمن فعاليات النشاط الثقافي لمهرجان الجنادرية، أقيمت مساء أمس بقاعة الملك فيصل للمحاضرات محاضرة (التطرف والغلو: الأسباب والعلاج) ألقاها الشيخ د. سعيد بن مسفر القحطاني.
قدّم مدير الندوة تعريفاً بالمحاضرة والمحاضر، ثم تناول د.القحطاني في بداية محاضرته الغلو من حيث إنه مرض فكري ينتشر مثل غيره من الأمراض، ونحن جزء من هذا العالم وخصوصاً في هذا الزمن الذي تعددت فيه وسائل الاتصال وأصبح انتقال الأفكار المختلفة يتم بكل يسر وسهولة وهذا ما يجعل تأثيرها في الناس فعالاً.
وأكد المحاضر أن الغلو ليس من بيئتنا ولا هو من نتاج مناهجنا وليس من تقصير علمائنا لأن الغلو شيء طارئ ومرفوض حتى عند الذين يقولون به وليس من أدل على ذلك إلا الاعترافات الأخيرة التي شاهدناها لبعض الذين كانوا يفتون بهذه الأعمال الإجرامية وتراجعهم عن هذه الفتاوى إلا دليل على أن الغلو ليس من بيئتنا.
وأوضح فضيلة المحاضر أن زيادة الحماسة في الدين هي متصلة بالغلو، لذا فإن المتدين من الشباب قابل للعدوى من مرض الغلو، ومن هنا فإنه يجب تحصين الشباب ضد العدوى الفكرية.
وتحدث د. القحطاني عن بدايات الغلو في الإسلام فذكر أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد في هذا المقام بقصة «ذوالخويصرة»، وحدث الغلو في عهد عثمان رضي الله عنه عندما هاجم الغلاة المدينة المنورة وقتلوا خليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي بمقتله فتح باب الفتن، ثم جاء الخلاف بين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، وما نتج عن ذلك من ظهور فرقة الخوارج.
وأوضح د. القحطاني أن الإسلام حذر من الغلو، فالنبي صلى الله عليه وسلم عالج الغلو في كثير من المواضع، مثل قوله عليه الصلاة والسلام: (إياكم والغلو فإنه أهلك من كان قبلكم من الأمم الغلو في الدين) وقوله: (إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) وقوله: (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق) وقوله :(هلك المتنطعون): أي المغالون والمتجاوزون في الحدود.
وذكر د. القحطاني أن للغلاة سمات تعرفهم بها وهي:
- استهانتهم بالدماء، مع أن الدماء معصومة في الدين.
- استهانتهم بالنعم، مثل نعمة الأمن، فيلجؤون إلى إخافة الناس وإرهابهم.
- استهانتهم بطاعة أولي الأمر، مع أن طاعة أولي الأمر ليست دعوة مصلحية، بل هي واجبة، لأنها تترتب عليها مصالح عظيمة للأمة.
- استخفافهم بالعلماء واتهامهم لهم بالجبن ورميهم بالجهل وأنهم - أي العلماء- طلاب دنيا ومناصب وهذا نوع من العزل الفكري يقوم به هؤلاء الغلاة تجاه أتباعهم حتى لايسمعوا إلا منهم فقط.
وعدّد د. القحطاني أسباب الغلو فأوجزها في الآتي:
1- الجهل بدين الله، وقد أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف هذه الفئة:(يقرؤون القرآن لايجاوز حناجرهم) أي التلاوة فقط دون الفهم بمقاصد الشريعة ومصالح الدين ومفاسده.
2- الحماسة الزائدة، ونعلم أن أي شيء إذا زاد على حده انقلب إلى صاحبه.
3- أسباب نفسية خاصة بالشخص المغالي مثل أن يكون شريراً أو مضطرباً أو معادياً للجميع فيجد هذا الشخص المغالي في الدين متكأ لتبرير أعماله.
4- أساب تربوية: الإهمال في الأسرة، وتأثير طباع الوالدين في شخصية أبنائهما كالاستعجال أو التسرع واليأس وغيرها.
وقام المحاضر بشرح السبب الأول شرحاً وافياً لتأكيده على أنه الأهم بين كل هذه الأسباب.
ثم انتقل د. القحطاني إلى مسألة غاية في الحساسية حيث تحدث عن (التكفير)، وذكر أنه لايجوز إطلاق الكفر على أي إنسان حتى تتحقق شروط الكفر وموانعه في هذا الإنسان وذكر من هذه الشروط:
- أن يكون هذا العمل الذي أقدم عليه الإنسان يعدّ كفراً بواحاً.
- أن ينطبق الكفر على هذا الشخص.
أما بالنسبة إلى موانع التكفير فهي:
- أن يكون متأولاً، مثل المأمون في مسألة خلق القرآن.
- أن يكون جاهلاً، فقد يقع الإنسان في الكفر دون علمه، مثل تارك الصلاة.
- أن يكون مكرهاً، وقد يفعل الإنسان فعل كفر وذلك تحت الإكراه وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى:{ إلاَّ مّنً أٍكًرٌهّ وّقّلًبٍهٍ مٍطًمّئٌنَِ بٌالإيمّانٌ [النحل: 106] . ثم تطرق د. القحطاني إلى كيفية علاج الغلو، فذكر في هذا الشأن نقطتين مهمتين:
ثم تطرق د. القحطاني إلى كيفية علاج الغلو، فذكر في هذا الشأن نقطتين مهمتين:
الأولى: أن كل من حمل السلاح من الغلاة يجب محاربته كما فعل علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه مع الخوارج.
الثانية: أن من لم يحمل السلاح من الغلاة وعنده لوثة فكرية، فيجب أن نحاوره عن طريق العلماء لإعادته إلى طريق الصواب.
(مداخلات)
بعد ذلك أعطى مدير الأمسية المجال للحضور للإدلاء بمداخلاتهم وتعليقاتهم، فتحدث في البداية الشيخ عبدالله بن بيّه فقال: إن مسألة الخلاف بين العلماء بها متسع للصدور، لأنه بلا فهم للاختلاف بين العلماء يصبح الإنسان متعصباً لرأي واحد دون الآراء الأخرى.
أما بالنسبة إلى مسألة الولاء والبراء فهي على ثلاثة وجوه:
- أن يوالي المسلم الكفار من أجل كفرهم وهذا كفر.
- أن يوالي المسلم الكفار ضد المسلمين وهذا محرم أن يعاشر المسلم الكفار في أمور الدنيا وذلك جائز.
ثم كانت مداخلة ل د. محمد آل زلفة أشار فيها إلى أنه سعيد بهذا الطرح لدى المحاضر وأن هذه هي الوسطية التي ننشدها في ديننا.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved