هلل كثير من العراقيين والعرب والأسرة الدولية بخبر إلقاء القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين، واعتبروه نهاية لمرحلة سابقة، وتأسيساً لمرحلة جديدة عنوانها المصالحة وعودة الوئام إلى المجتمع العراقي الذي يشهد انقساماً حاداً، فهناك المستفيدون من الاحتلال الأمريكي الذي مكَّنهم من بسط سلطتهم وتصفية الحسابات مع أعدائهم السياسيين، بل امتد الأمر إلى التصفية الطائفية والقومية. وتذكر المعلومات الواردة من العراق أن أعضاء حزب الدعوة العراقي وعناصر فيلق بدر التابع لتنظيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية يقومون بالتفتيش لمنازل ودور العراقيين وهم يحملون قوائم بأسماء الساسة العراقيين السابقين وكبار الضباط العراقيين وخاصة الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية وبعد أن يستفسروا عن الاسم الموجود في القائمة يتم تصفيته إن وُجد صاحب الاسم.
قوائم الموت تلك التي تثير الرعب في بغداد والمدن العراقية الأخرى وتنفيذ عمليات التصفية تلك تتم يومياً دون أن تستطيع سلطة الاحتلال وقفها، فالعناصر التي تنفِّذ عمليات التصفية والتي يسمِّيها العراقيون بفرق الموت تتبع لأقوى حزبين شيعيَّين عراقيَّين يمتلكان مليشيات عسكرية مدربة قوتها تفوق قوة الشرطة العراقية، ويشير بعض العراقيين إلى أنَّ تلك المليشيات يوجهها ضباط مخابرات من إحدى الدول المجاورة للعراق بهدف تصفية كل الضباط الكبار الذين كانوا يقودون القوات العراقية في الحرب العراقية الإيرانية.
ولهذا فالبغداديون يتندَّرون بأن أمريكا حاربت.. وإيران كسبت الحرب، وأن فرق الموت او عناصر مليشيات الأحزاب التي تطرق أبواب العراقيين للتفتيش عن الضباط العراقيين لا يمكن ان يستمر طويلاً خاصة وأن الضباط السابقين بدؤوا في تنظيم انفسهم للدفاع عن أسرهم ومنازلهم، وهو ما سيفتح المجال لبداية حرب أهلية كنتيجة حتمية لانفلات مليشيات الأحزاب التي يشارك رؤساؤها في عضوية مجلس الحكم العراقي. ولهذا فإن الحديث عن مصالحة وطنية في الوقت الحاضر لا معنى له في ظل الإرهاب والمطاردة وعمليات التصفية الجسدية التي تقوم بها فرق الموت التابعة لأحزاب رؤساؤها أعضاء في مجلس الحكم الذي يُفترض أن يقود جهود المصالحة الوطنية ويعملوا على استتباب الأمن وطمأنة المجتمع.
|