* خان يونس - بلال أبودقة:
على أنقاض بيوت اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس إلى الجنوب من قطاع غزة، انشغل الأطفال والنساء بلملمة ما تبقى من حاجياتهم التي طمرت تحت الردم.
أمسك الطفل محمد «9 أعوام» بطائر حمام نفق في عشه، حين اقتلعت جرافة إسرائيلية شجرة زيتون فلسطينية، ومن شدة الانفجارات المدوية في أنحاء مخيم خان يونس تناثرت أشلاء حمام السلام على أغصان زيتون السلام.
قال الطفل محمد ل «الجزيرة»: هدموا بيتنا وبيوت جيراننا، أكثر من عشرين منزلا أصبحت كومة واحدة.. خرجنا من بيوتنا تحت إطلاق النيران في ساعة مبكرة من فجر يوم الاثنين الماضي الموافق «15/12/2003»، لنعود في صبيحة ذلك اليوم لنجد جميع البيوت مسواة بالأرض.
وليس ببعيد جلست أم فلسطينية مذهولة فوق ركام منزلها رافعة أكف الضراعة بأن ينتقم من الظالمين قالت ل«الجزيرة» وقد أحاط بها أطفالها السبعة: إنه إرهاب دولة الاحتلال، ما ذنب أطفالي كي يشردوا في البرد ويحرموا من المأوى، أين سنعيش.
لم نقترف ذنبا.. إلا أننا فلسطينيون نعيش على هذه الأرض.. وأكملت الأم الفلسطينية بالدموع.. بعد أن زاد صراخ طفلها الرضيع الذي طمرت رضاعة حليبه تحت الردم، وحاول طفلها عمر «12 عاما» أن يستخرج حقيبة المدرسة من تحت الركام، لكن محاولته فشلت كون جدار كبير هوى على خزانته وحطم ألعابه ودراجته الهوائية التي اشتراها له والده العامل تشجيعا له على تفوقه في المدرسة.
ونجت عائلتان فلسطينيتان من موت محقق، العائلة الأولى ل« المواطن توفيق أبو عودة»، قال الرجل ل«الجزيرة»: وجدنا أنفسنا في مواجهة الجرافات والدبابات التي اخترقت جدران المنزل.. دقائق معدودة حالت دون حدوث مجزرة لأسرتي، لقد ألهمتني العناية الالهية أن أخلي أطفالي الذين كانوا نياما من الغرفة الغربية التي دمرتها الجرافة الإسرائيلية إلى الغرفة الشرقية التي خرج منها مع أطفاله بسلام الحمد لله.. ومنزل عائلة لاجئ احترق بالكامل بعد أصابته قذيفة مباشرة أدت إلى اشتعال النيران، خرجت العائلة بسلام تحفهم الرعاية الالهية.
هذا وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه: في أحدث جرائم الحرب التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين الماضي 22 منزلاً سكنياً في مخيم خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وقال المركز: شردت قوات الاحتلال «25 عائلة» قوامها «178 مدنياً» فلسطينياً تركوا في العراء، وفقدوا ممتلكاتهم، فضلاً عن ست عائلات أخرى قوامها «40 مدنيا» أصبحوا بحاجة إلى ترميم وإصلاح منازلهم التي أصيبت بأضرار بالغة.
|