على عتبات الواقع المأزوم يجيء عرس الثقافة السنوي الذي تقف على فعالياته المؤسسة العسكرية النشطة ثقافياً «الحرس الوطني» بما يجعل علامة الاستفهام بحجم الاستغراب عن دور وزارة الثقافة - الوزارة الحديثة في سياق وزاراتنا المستنبتة أخيراً؟!
ها هي الدورة الثقافية السنوية لهذه المؤسسة العسكرية تعود مجدداً في عامها التاسع عشر تحمل تراث الأجداد وحضارة الماضي، لكنها مغلفة بأفق الواقع والمستقبل الذي تعيشه بلادنا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتداعياتها.
ولهذا فإن أفق الثقافة التي تبشر بها الجنادرية في عرسها التاسع عشر هي رسالة وموقف. رسالة الى كل من يسعى إلى زعزعة أمننا واستقرارنا، وموقف ضد كل من يحمل الارهاب والتطرف والغلو ضد وحدتنا ووطننا.
«الجنادرية» هذا الرمز الثقافي ينتظره الجميع كل عام لينتقل جيل اليوم الى الماضي البعيد الى حضارة غرسها الآباء والاجداد، ينهلون منه صورة حياة صنعت الاعجاز والتقدم لعل ناشئة اليوم يعون ذلك الماضي ويتخذون منه انطلاقاً نحو غد هم صنّاعه وبنّاؤه على ثبات ويقين بقيمة الوحدة والأمن وتوحد مع القيادة يفضي الى غدٍ ناصع وجميل.
«الجنادرية» رسالة السلام والمحبة الى كل مثقفي الوطن ومثقفي الأمة ومثقفي العالم، وهي دعوة تحمل في طياتها آفاق التقدم والحضارة عبر حوار بناء هادف مع الذات ومع الآخر.
|