إنه عالم.. داعية.. رحالة.. كاتب.. قاص.. مؤلف.. بل أديب ملك القلوب ببذله وعطائه.. معينه لا ينضب ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ما أسعد جليسه بحديثه الشيق الذي تقصر له الساعات فلا تحس بمرورها......
ماذا أقول وأي شيء أكتب عنه انه لا يحتاج إلى تعريف ذلك القلب الكبير الذي احتوى العالم باهتمامه وعطفه وحنانه. الشيخ محمد بن ناصر العبودي الرحالة المعروف.
لكم سعدت في الجلوس بين يديه يتحدث عن العالم وغرائبه وعن تجاربه في رحلاته، حديثه لا يمل لأنه لا يؤذي سمعك برفع صوته، هادئ، متزن، نبرته المحببة إلى القلب تدخل بسلاسة فتتوغل في الفكر، وأعايش مواقفه وأفكاره ورحلاته كأني مرافقة له.
كنا نخاف عليه إذا سافر إلى أنحاء العالم من مخاطر السفر وندعو له بالحفظ حتى يعود، لكننا إذا تذكرنا بأنه في مجال دعوة وتصحيح عقائد ومساعدة لاخواننا المسلمين وليس سفر عبث علمنا أن الله سيحفظه ويرده سالماً فتطمئن قلوبنا.
لكم من يوم شجعنا، وكم مرة رفع معنوياتنا، وكم مرات ومرات سأل عنا واهتم بأمرنا أنا واخوتي على تعدد مشاغله، أفضاله علينا كثيرة يكفي منها أني إذا رأيته كأني أرى أبا سليمان بن ناصر العبودي رحمه الله رحمة واسعة، كان أبا يحبه كثيراً ويستشيره في أموره ويأخذ برأيه احتراماً له واستفادة من سعة اطلاعه وعلمه.
محبته في قلوبنا كبيرة وأسعد يوم ذلك الذي يزور فيه القصيم فنكتحل برؤياه على أن وقته ليس ملكه لكننا نقدر الوقت الذي يعطينا إياه.
علمنا حب القراءة فمؤلفاته بين أيدينا نقرأ ولا نمل لما فيها من سلاسة التعبير وعنصر التشويق والمواقف الطريفة، مهما كثرت الصفحات فلا تمل من قراءتها.
أطال الله في عمره وجزاه الله عنا خير الجزاء، ولعله يعذر تقصيري في التعبير عما يجيش بخاطري فلم أوفه حقه وقلمي يعجز عن السداد.
فاطمة بنت سليمان بن ناصر العبودي
|