* الأحداث التفجيرية في وطننا وارتباطها - بكل أسف - بمن ينتسبون إلى الإسلام زوراً عبر خطاب إرهاب متطرف يبرأ الإسلام منه براءة ماء المطر من النجاسة!
هذه الأحداث - لا جرم - أنها أوجدت هلعاً في قلوب الناس، وفي أمن هذا الوطن حماه الله.
لكننا واثقون أن هذه الحالة مؤقتة بحول الله، وسوف يعود هذا الوطن إلى «اطمئنانه» الذي عهدناه بعون الله، ثم بيقظة وقدرة وجهود بل جهاد «رجال الأمن» الشرفاء الذين نرى لهم ومنهم كل يوم - بحمد الله - انتصاراً جديداً على هؤلاء المجرمين وخلاياهم النائمة والمستيقظة، يصاحب ذلك «وعي» نابه من المواطنين والمقيمين بعد أن نجحت وزارة الداخلية في جعلهم معها في سياق واحد، وهدف واحد للمشاركة والإسهام مع رجال الأمن لاستتباب الأمن، واقتلاع جذور كل من يعكِّره عبر القضاء على كل فلول مجرمي التفجير، اولئك المخربون اليائسون، الذين ظهرت أولى علامات يأسهم في أنهم يفجرون أنفسهم قبل غيرهم، وهذه أكبر علامة على الهزيمة واليأس!
***
** لكن!
إن أخطر ما يولد الانحراف الفكري هو اختلاط الأوراق، والخطأ بالصواب، والتطرف بالمعالجة إن غلواً وإن جفاءً.
إننا باسم «مكافحة الإرهاب» يتحتم علينا أن ننأى عن أي فكر متطرف سواء عبر الطرح المرئي او المسموع أو المقروء، «فكل طرفي الأمور مذموم».
إنه - مثلاً - لا يصح باسم «مكافحة الإرهاب» أن يدعو ذلك أقلامنا الى المساس بتعاليم الدين وثوابته.
«إن واجب الأمة أن تنكر التطرف بشقيه وتحذر من التساهل» كما قال في كلمة صادقة بليغة معالي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد.
إن «خطاب التطرف» في كلا وجهيه يفرِّق ولا يوحِّد، ونحن أحوج ما نكون في هذا الظرف الى الوحدة الدينية والوطنية.
إنَّ علينا - وهذا مهم جداً - ألا نجعل حربنا الفكرية على الإرهاب تحرِّض عليه من حيث لا نشعر، وأخطر تحريض عليه يجىء من التسرع في اتهام أو مساس الدين وثوابته، أو مؤسساته أو علمائه، أو الهرولة وراء اتهام الآخر لمناهجنا بأنها تحض على التطرف، مع أنها «المتهم البريء» كما وصفتها في كتابي «رؤية حول تصحيح صورة إسلامنا وبلادنا» وليس أدل على ذلك من أن هؤلاء الارهابيين الشواذ جُلّهم لم يدرسوا إلا دراسات أولية «إبتدائي أو متوسط» كما تتبع ذلك أخي الكاتب د. علي الموسى في «ضميره المتصل» الذي كتب بكل وعي وموضوعية «إنني - كما أحصيت - لم أجد مارقاً تخرج من مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ولا أعلم أن الجامعات الدينية المتخصصة تستأثر بخريطة لهؤلاء الخارجين عن الجامعات الأخرى وعليكم إثبات النظرية المعاكسة».
الوطن 17/10/1424هـ وقد صدق، وبعد ذلك وقبله فإن كل أبناء المملكة درسوا هذه المناهج وهم القدوة في الاعتدال، والشاذ لا حكم له بل هو الذي يؤكد قاعدة اعتدال أبناء هذا الوطن.
إن «اتهام تعاليم الدين» أمر خطير لا يرضاه مسلم معتدل - وكل أبناء هذا الوطن - بحمد الله - مسلمون معتدلون ولا عبرة لمن حاد عن الطريق - وإذا كنا لا نرضى ونغضب عندما يمس كاتب «أجنبي» ديننا فإن الغضب يتضاعف لدى أبناء هذا الوطن المسلمين عندما يكون هذا المساس من أبناء الحرمين وعبر منابر الحرف في بلاد الحرمين.
«رب اجعل هذا البلد آمنا».
***
آخر الجداول
** للشاعر الباكستاني محمد إقبال - رحمه الله -.
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء لها قرينا
|
فاكس: 014766464
|