نحن في حاجة الى ان نقف من وقت الى آخر ونقوم بمواجهة صريحة مع أنفسنا. ان الاحداث او المواقف خيرها وشرها تترك بصماتها على صفحة حياتنا وتغيرنا دون أن ندرك، ربما يلاحظ غيرنا تلك التغييرات في الوقت الذي نكون فيه مشغولين بأي شيء الا بما يحدث لنا في الداخل وينطبع على حياتنا ومظهرنا بصورة تلفت الانظار.
واذا كان التغيير والتبديل هو من متطلبات الحياة، فلا يعني ذلك ان نقبل كل تجديد وتغير في شخصياتنا، بل يجب ان نعلم أن الإنسان يعيش دائما وأبدا بين الخير والشر. بين الفضيلة والرذيلة باختصار يعيش الانسان بين عشرات المعاني المتناقضة. والتي تحاول كل واحدة منها أن تجذبه اليها. وأمام هذا التيار يقف الانسان موقفا يحتاج الى تمديد خط سيره والى التلاؤم مع صورته بحيث تبقى هذه الصورة ثابتة في أذهان الناس الذين يعرفونه من قبل. وحتى يتمكن كل انسان من أن يفعل ذلك يجب عليه أن يحاسب نفسه على أخطائها.. ان الانسان القوي هو الذي يعترف بخطئه ويتخذ من هذا الخطأ عظة له.
فيتلافى مستقبلا ما حدث في الماضي. فبهذا تتضح له الرؤية فلا يتعثر من جديد. كذلك عندما يخطئ انسان بحقنا فليس معنى ذلك أن نطوي الضلوع على الألم والندم ونتخذ منه موقفا عدائيا ننسى معه صداقتنا وننسى كل ما يربط بيننا من مودة أو قرابة، بل يجب علينا أن نجعل صدورنا صفحة بيضاء لا تحمل الأحقاد ولا الضغائن وألا نضيع الصداقات من أجل الهفوة.
وأن نهمس بكلمة عتاب الى من أخطأ بحقنا وأن نغسل قلوبنا مما يترسب فيها من أحقاد ونعيش بمودة وسلام.
|