ألقت الاستاذة محاسن القصاب مدرسة اللغة العربية بكلية التربية للبنات محاضرة بعنوان (الخنساء الصحابية الشاعرة) وذلك بمقر الكلية في 3/3/91هـ وقد كانت المحاضرة قيمة تكلمت فيها عن الخنساء من نشأتها الى وفاتها ونحن هنا نوجز اهميتها:
فقالت: الخنساء هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السلمية من قيس آل عيلان من مضر ولقبت بالخنساء تشبيها لها بالظبية لخنس في أنفها.
ولدت على وجه التقريب سنة خمس وسبعين وخمسمائة ميلادية في البادية في قبيلة سليم التي اشتهرت بشجاعة أبنائها وكرم طباعهم وفصاحتهم ووسامة شبابهم.
وقد كانت من أجمل نساء عصرها خطبها دريد بن الصمة الا أنها رفضته وفضلت عليه ابن عمها رواحة، وقد أنجبت منه عبدالله ثم انفصلا وتزوجت ابن عم اخر لها هو سرداس بن أبي عامر السلمي وأنجبت منه ثلاثة بنين هم يزيد ومعاوية وعمرو وبنتا أسمتها عمرة ثم مات زوجها ولكنّ أخويها معاوية وصخر عوضاها عن رملها.
ثم انتشر نور الاسلام وسعدت الخنساء به، وفي الحقيقة انها لم تبرز كشاعرة الا بعد موت أخيها صخرا، فقد نظمت أجمل قصائدها وأحلاها ثم فقدت أبناءها الأربعة في حرب القادسية فقالت كلمتها المشهورة (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته).
ولكن حزنها على صخر فاق حزنها على أبنائها.
والحق يقال أن شعرها كان قوي البناء! لا تكلف فيه ولا يثقله استكراه وهو يفيض باللوعة الصادقة والانفعال الوجداني المثير. ومن اشهر قصائدها في رثاء صخر قولها:
أعيني جودا ولا تجمدا
ألا تبكيان لصخر الندى
طويل النجاد رفيع العماد
ساد عشيرته أمردا
اذا القوم مدوا بأيديهم
الى المجد مد اليه يدا
فنال الذي فوق أيديهم
من المجد ثم مضى مصعدا
يكلفه القوم ما عالهم
وان كان اصغرهم مولدا
ثم ان للنائحة أن تصمت وتموت في عام ستة وعشرين للهجرة ولم يرثها أحد بل ربما وجدوا في الموت راحة لها.
لقد ماتت ولكن أصداء مراثيها في صخر ظلت تتردد على مر العصور.
|