في مثل هذا اليوم من عام 1986 أفرج جورباتشوف عن سخاروف من منفاه الداخلي حيث قرر الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف إطلاق سراح آندريه سخاروف وزوجته إيلينا بونر من منفاهما الداخلي في مدينة جوركي الواقعة على نهر الفولجا والتي كان محظورا دخولها أمام الاجانب في ذلك الوقت، وأثنى العالم على تلك الخطوة باعتبارها دليلا على التزام جورباتشوف بتخفيف القمع السياسي داخل الاتحاد السوفيتي قبل انهياره.
ظل سخاروف لزمن طويل من أشد منتقدي سياسات الحكومة في روسيا وعوقب بالنفي الداخلي في عام 1980 بعد انتقاده واستنكاره الغزو السوفيتي لافغانستان، برز سخاروف كرمز للمنشقين السوفيت وأصبح بطلا في نظر كثيرين في الغرب، وأقر جورباتشوف الذي كان قد تعهد بتخفيف القيود السوفيتية السياسية إطلاق سراح سخاروف وزوجته يضفي شرعية على برنامجه الاصلاحي للانفتاح السياسي «جلاسنوست».
من جانبه، كان سخاروف سعيدا إزاء محاولات جورباتشوف تخفيف الحكم الشيوعي القاسي في روسيا وسفره حتى إلى الولايات المتحدة لطلب مساعدة الشعب الامريكي للاتحاد السوفيتي إبان فترة الاصلاحات.
غير أن جورباتشوف سرعان ما اكتشف أن سخاروف ليس دمية يمكن اللهو بها إذ عندما أصبح المعتقل السياسي السابق عضوا في مجلس نواب الشعب عام 1989، واصل تأييده لخطط جورباتشوف الاصلاحية، لكنه انتقد بشدة أيضا تباطؤ خطى التغيير، وفي حديث أدلى به في ديسمبر 1989، طالب سخاروف بإقامة نظام سياسي جديد متعدد الاحزاب في روسيا مما دفع جورباتشوف إلى إصدار أوامر سريعة بوقف بث الحديث.
وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، توفى سخاروف إثر إصابته بنوبة قلبية.
|