اشتريت بيتاً منذ قرابة أربعين عاماً.. بمبلغ (18000) ريال ثم سويته بقرابة 500 ريال وسكنته مدة عشرة أعوام ثم بعته بفائدة، بعته بست وأربعين ألف ريال، بعد فترة جاء المشتري وبين لي فيه عيباً في أساس السور الأرضي «القاعدة» وتبين لنا أن (المقاول) كان يضع خيشاً وأكياس إسمنت ويضع أحجاراً حتى يضع أقل قدر ممكن من الاسمنت، لم أعلم بهذا العيب وكيف لي بذلك لكن المشتري قسا عليَّ كثيراً وبدا (يدعو عليَّ) كان الذي قد اشتريته منه صديقاً لي فلاحظتُ أنه قد تردى تجارياً ويعيش في حال خوف وحذر وتعلق شديد بالجاه والمال لكن حالته تتردى وان بدا سليماً قوياً.
سؤالي ماذا أصنع..؟
والمشتري مشهود له بالصلاح لكنه ضعيف الشخصية قد يسكت ضعفاً وقد يسكت لعدم قبول استطاعته إيصال مراده؟
ع. ع. أ.. الرياض.. أم الحمام.
ج هذا السؤال يحتاج نظره إلى عدة مباحث لما يحتويه من وقفات مهمة في طرقها:
المبحث الأول/ أن المقاول وقد فعل ما فعل حسب كلامك قد ظلم وأكل حراماً فإن كان يعرف مكانه فيعاد إليه بدفع قدر الضرر.
الثاني/ إن كان البائع الذي باع عليك يعلم ذلك أو كان قد علمه فهو يتحمل ذلك ومن خلال عرضك لحالته الحياتية المختصرة في السؤال فلدي يقين 99% أنه كان يعلم ذلك العيب فيعاد إليه بالضرر ولابد لكنه قد لا يقتنع لأنه من نوع متساهل أوانه يقدم: الجاه والعز والمال على مضرة الآخر خاصة الضعفاء فلا يلتفت إلا إلى: حياته وجاهه وعزه ولهذا أصابه الله بما أصابه حسب وصفك لحالته وهذا الذي قوي اليقين لدي أنه كان يعلم ذلك العيب فسوى أمره مع المقاول بصورة من الصور وطلب القوة والتسلط وعدم نظر حال المظلوم والضعيف هذه مؤذنة بالفتن بين كل حين وحين.
فلابد من إفهام ذلك البائع (صديقك) بهذا مع قراءة هذا الجواب عليه.
الثالث/ إن أردت الأجر وتحمل الكلفة ورد اعتبار ذلك المظلوم الضعيف فلعلك أنت تعطيه ارش النقص العيب في ذلك البيت وإلا فلا عليك ما دمت لم تصب بسبب دعوته ولم تصب بسبب حاله وحالته فالله جل وعلا هو: مالك الملك عدل يعلم ما تسر وما تعلن وما تنوي وما تخطط له بعدل ورحمة ونصر للمظلوم وما تنوي وتخطط له من تعسف وجور وتهاون بحال الضعيف لكن لا عليك فكما فهمت من: السؤال ودرسته حسب طريقتي أنك بريء من معرفة هذا العيب ما دمت لم تكتشفه حال سكناك وإنما اكتشفه المشتري الآخر.
كم أرغب إليك إقناع ذلك «البائع» بأن يسوي هذا الأمر بينه وبين من اشتراه منك لأن أصل العيب كان مع أصل البناء ولم يكن ناشئاً بعد ذلك.
|