Friday 19th december,200311404العددالجمعة 25 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العفو عند المقدرة العفو عند المقدرة

عشنا معاً بين أبٍ وأمٍ عيشة حسنة طيلة أيام صغرنا حتى قُدر لنا السفر إلى قريتنا التي لم نرها منذ الولادة. مكثنا هُناك طيلة أربعة أشهر. وكان خالي يتردد علينا حتى أصرت الوالدة إلا أن يرحل معنا إلى المدينة التي نعيش فيها، وبعد جهد رحل مع أسرته معنا وسكن بجوارنا. أحسسنا بتغير «الوالد» لا «الوالدة» مع أن المعروف أن الخال أقرب إلى الوالدة لكن ما حصل هو: العكس خالي قليل الدين جشع يُحلل ما يحل بيده وهو: أدهى من (الوالد) وإن تظاهر بالدين وحب الخير. تغير الوالد فتزوج ثم آذى (ولده) وزوجته (والدتنا) ثم طلقها بعد ذلك فخطب له (خالي) أو دله على قريبة (للوالد) فتزوجها. عشنا بين: هم ومرض وقهر وحبك في الظلام. توفي الوالد وسقط (خالي) نعم يا شيخ (خالي). بين كبر سن ومرض ومال مشبوه، أدرك أحد أبناء الخال ما قام به، أدركه بعد تمعن وطول بحث ثم جاء إليَّ دون سواي قال:
* الحياة صعبة وأنا خادم لكم،
* صحيح.
* لكن ماذا تقصد.. من وراء ذلك؟!
* كلا تفقد الحال.
* ثم ماذا؟
جئت للسلام على عمتي.
* على الرحب والسعة.
* ودخل على الوالدة وأدرك ما نالها من والده (خالي) وكم هَّددَ وَسَفَّه بتشديد (الفاء) وكم احتقر.
* قال يا عمة،
* هل تحتاجون إلى شيء؟
* أما الآن.. فلا،
* سبحان الله.
* أنا واحد منكم فلماذا الحياء.؟
* وغلبتها العبرة فبكت.
ابن خالي هذا رجل مُتدين واع بعيد عن الشر والحسد خاصة ويهرب من (المركزية) سواء دفع اليها دفعا أو هو يريدها، يهرب منها ويفر فرار المؤمن من (الرياء) واكل الحرام.
* ربَّتَ عليها ثم أردف:
* حكمة عاقلة ذات عقل ودين وأرى ما أرى،!!
* اسمع (عاملكم الله بعدله) وأكثر مالكم وأولادكم وأعزكم وأخذكم وعاملكم بعدله اسمع:
آذانا فرق جمعنا وحسدنا وتكبر وبهس وسطا ماذا بعد ذلك تريدون: (دعونا).
ثم قامت تردد: (اللهم: زد عزهم ومالهم وولدهم وخذهم فجأة).
لكنه لحق بها فوقفت قالت
هاه.. ماذا تريد؟
* لا.. لا الوداع.
* بل ماذا تريد..؟
* إجلسي.
* ها قد جلست.
* بيت/ ومال/ وعمل ذو وجاهة/.
* ثم ماذا؟ ها أكمل.
* كل ذلك لك ولولدك.
* بالأمس نحن (مجانين حمقى ما عندنا سالفة خربانين) واليوم.
أسمع ما اسمع
* يا عمة الدنيا تُريد، والآخرة تريد سفه وجهل وطيش، الجاه والمال والآن الآن: أنا خادمكم خادمكم.
* وسكت ثم لم تحر كلاماً فقام.
* بعد شهرين (60 يوماً).
جاء بشيك (000 ،7000) باسمها وخطابين عبارة عن قرارين بتوظيف ابنين لها بعمل لهما وجاهته فقالت:
* ما هذا..؟
* هو ما ترين.
* وماذا تريد؟
* فبكى بعد تماسك وترصن لكنه بكى، وراح ينشبح.
قالت:
* لا عليك قبلت فماذا.. تُريد؟
فقبل قدميها قائلا:
العفو،
كنا أوكان أخوك في عزة المال والقوة والآمال و.. و..و
* لكن الآن: لا.. لا،
* العفو العفو.
* عمن.
* عنه.
* نعم.
قل فعلت.
قالت ذلك.. وأنا ولدها بين مُصدق ومُكذب لكنها: قالتها. سؤالي: هل يُقبل منها ذلك عند الله تعالى..؟
س. ط. ي.. البحرين
ج ما تم صحيح من حيث الحكم الشرعي لتوفر شروط التوبة، ما دام الخال لم يقدر على فعل ذلك لسبب ما، وما قام به ابنه حسن وهو: عين الصواب وهو مذهبي لو أردت الجواب
لكن كونه مقبولاً عند الله تعالى فهذا (في علم الله) لا أدري أنا ولا أنت عنه لأن: المظالم لها صور وحالات حسب تأثيرها وهولها وضررها.
لكن كما قلت لك ما قام به (ابن الخال) جيد وحسن فلا تسأل بعد ذلك هداك الله.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved