في تلك الليلة الهادئة.. كنتِ يا رياض الحب تعيشين هانئة..
كنتِ تودين بغفوة في جنب الليل الحالك.. رغم أضوائك الحالمة..
كنتِ يا رياض..
جميلةً.. متعبةً أردتِ غفوة لتكملي غداً رسم حضارة.. لكن..
لم تنامي تلك الليلة.. أفجعوكِ.. أيقظوكِ من نومك الهانئ..
لطخوا تلك الليلة معاني الزمن والهناء التي سكنت جوفك منذ زمن بعيد..
حطَّموا.. ودمَّروا.. ثم تركوا العالم وتفحموا!!
لماذا يارياض؟ ما الذي يريدونه منك؟
أنتِ ياسيدة العرب العظيمة.. أزهرت لهم الليالي.. وضممتهم بحنان..
لجؤوا وإليك فكنتِ لهم الأمان.. بعد رب السماء..
الله يا رياض.. ماذا عساني أسطِّر..؟!
كم تباهينا ببلادنا.. منبع الأمن.. منبع الحق منبع الحياة واليوم بيد جاهل يريد محوها بلا سبب!! مأساة.. مأساة الأحد.. لن ينساها الجميع.. لأننا لم نعتد الألم.. لم نعتد البكاء..!
مدينتي الرياض... أشلاء لم نعتد رؤيتها على أرضنا واليوم يوزعون الألم في نواحيك باسم الجهاد!! كم انهار مبنى زيَّن محيَّاك!! وكم فتَّت الجاهل معالم حضارتك، وكم يارياضنا الآمنة يريد جاحد هزّ أمنك، ونفي استقرارك وقتل أمانك.. في جوفك زرعوا الدمار.. جعلوا العين القريرة لا تنام.. في جوفك جعلوا للخوف..
للانفجار ألف باب وباب.. أزهقوا الأرواح..
وقالوا: نحن بنو الإسلام!!
أناموا عيونا كانت حراسة لا تنام..
وقالوا: نحن من صميم البيت الحرام..!!
لطخوا جمالك تلك الليلة وحرموك من نوم حالم..
أرعبوك.. جاءك أبناؤك يسألون..
ماذا حدث؟ ومن تجرأ وفتح للخوف ألف مخبأ ثم رحل..
هزتهم تلك الفاجعة وزادتهم صموداً..
اجتمعوا حولك كبناء.. بعد أن انقض البناء!
وانتشر الآخرون بحثاً عن الجبناء..
لماذا يا رياض؟!
أ لأنك العظيمة.. الهادئة.. أم لأنهم عشقوا الخراب؟!
* قسم اللغة العربية
|