تتحدث الولايات المتحدة عن مساع تبذلها لدى إسرائيل لإقناعها بالانسحاب من أراض في الضفة وغزة احتلتها بعد الانتفاضة الثانية وتأمل أن تفعل إسرائيل ذلك مقابل عرض لهدنة فلسطينية.
والهدنة المرتقبة هي جهد عربي فلسطيني يتمثل في مساع تبذلها مصر لدى الفصائل الفلسطينية لتأمين تلك الهدنة التي انعقد من أجلها لقاء للفصائل بالعاصمة المصرية في وقت سابق من الشهر الجاري.
وفي كل الأحوال فإن الجهات المختلفة تسعى من أجل تحريك جهود السلام التي اعتراها جمود شديد، وتستثنى إسرائيل من هذه التحركات فهي لا تتقدم بأية مبادرات وتكتفي بإطلاق التهديدات وتنفيذ اعتداءات حقيقية على الأراضي.
ولأن السلام يتطلب تفاعلاً بين أكثر من طرفين فإن المحاولات الجارية لن يكون مصيرها بأفضل من سابقاتها طالما أن إسرائيل تنتظر من يقدم لها أرض فلسطين كلها على طبق من ذهب.
وتراهن إسرائيل على عدة عناصر من أجل إخضاع ليس الفلسطينيين وحدهم بل كامل المنطقة.
ورهانها الأكبر على تشديد القبضة العسكرية الأمريكية على المنطقة من خلال احتلال العراق.. وهي ترى في قمع الصوت العربي ما يتيح لها الإبقاء على الأوضاع الحالية على ما هي عليه من احتلال للأراضي العربية وقتل يومي لأبناء فلسطين ومصادرة لمزارعهم وتدمير لمنازلهم وكتم أنفاسهم وتقييد حركتهم.
وتساعد العلاقة العضوية الوثيقة بين أمريكا وإسرائيل على تلبية التطلعات الإسرائيلية على الرغم من التحرك الأمريكي تجاه التسوية لكن هذا التحرك لن يتجاوز خطوطاً حمراء باتجاه الضغط على إسرائيل، ولذلك فإن هذه التحركات لا يتم التعويل عليها كثيراً لأنها لا تصل إلى مداها الأقصى.
|