* تغطية - علي سعد القحطاني:
استهلت الأنشطة الثقافية بالمهرجان الوطني «19» للتراث والثقافة مساء أمس الخميس «بندوة تكريم شخصية سعودية» وذلك بقاعة الملك فيصل الرئيسية شارك فيها كل من معالي الأستاذ محمد بن ناصرالعبودي «الشخصية المكرمة» ومعالي الدكتور صالح العايد والدكتور حسن بن فهد الهويمل والدكتور اسعد عبده وقد قام بإدارة الندوة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي.
الجانب التربوي والدعوي
تحدث الدكتور صالح بن علي العايد عن الجانب التربوي والدعوي في جهود معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي وقال: لا يمكن الفصل بين التربية والدعوة عند المسلمين إلا لضرورات الدراسة والبيان، فالداعية مُرَبٍ وأعمال المربي المسلم جزء من أعمال الدعوة وقد بدا هذان الجانبان متصلين متمازجين في شخصية العبودي، بدءاً من نشأته إلى وقتنا الحاضر الذي يطرق العقد التاسع من عمره ورأى الدكتور العايد ان المحتفى به قد سبق رجالات عصره ورجالات العصور السابقة في مجال الرحلات، فزار جميع بلدان العالم إلا بلداً واحداً وهو قطر وزود المكتبة العربية بمائة وأربعة كتب في موضوع الرحلات، ولديه أكثر من ستين كتابا تنتظر الطباعة في الموضوع نفسه، بينما زود المكتبة العربية بما يزيد على ثلاثين كتاباً في الدعوة واللغة والأدب والتاريخ والاجتماع والتربية، بعضها في مجلدات عديدة وقد عكست هذه الكتب شخصية الداعية المربي، وشخصية الأديب والمفكر وشخصية الرحالة والمؤرخ، الذي تفرد في تسجيل حياة الشعوب والأقليات المسلمة ومعاناتها ومشكلاتها واحتياجاتها للحفاظ على شخصيتها الإسلامية وسمتها الدينية والثقافية وكيانها الحضاري، ونجد في عرض العبودي في كتبه حكمة الشيوخ تتمازج مع همة الشباب، ونجد كذلك أسلوباً مشوقاً يتواصل مع القلوب ويتفاعل مع الأحاسيس الإنسانية، والعاطفة الإسلامية، وقد تحقق بهذا الأسلوب العديد من مقاصد التربية والدعوة التي استفادت منها الجمعيات والمراكز والمؤسسات الإسلامية التي توقف العبودي فيها عبر محطات رحلاته، كما استفاد منها الدعاة ورجال الفكر والثقافة والتوجيه في البلدان الإسلامية وبلدان الأقليات المسلمة.
جهود العبودي في مجالات الدعوة
واستعرض الدكتور العايد في ورقته مدى جهود العبودي في مجالات الدعوة الإسلامية وقال عرف العبودي داعية إلى الله، جوالاً في أنحاء العالم من أجل خدمة الإسلام ومتابعة شئون المسلمين، وقلما يُذكر موقع أو مسجد أو مركز أو جمعية إسلامية في العالم لم يزرها العبودي أو لم يتواصل مع مسئوليها والقائمين عليها.
أما منهج العبودي في الدعوة فهو المنهج الموصوف بالوسطية والاعتدال، والتوسط هنا مرادف العدل الذي لا يميل باتجاه الإفراط، ولا يجنح نحو التفريط، وانطلاقاً من هذا المنهج الذي كان عليه سلف الأمة عرف العبودي بمحاربته لأنواع الانحراف الفكري والغلو في الدين أو التهاون فيه.
بلدانيات العبودي
وسلط الضوء الدكتورأسعد بن سليمان عبده على الجانب الجغرافي عند شخصية المحتفى به وقسّمه بناء على ما نشره العبودي عن البلدان إلى قسمين:
(1) ما كتبه عن المملكة العربية السعودية، خاصة كتابه المتميز «بلاد القصيم».
(2) كتبه عن رحلاته إلى بلدان غير المملكة العربية السعودية.
كتب رحلات العبودي
أشار المحاضر في ورقته إلى أن العبودي قد كتب في الرحلات كتباً كثيرة فيها معلومات لا نجدها في غيرها، عن بلدان يعيش فيها مسلمون، كما أن في هذه الكتب آراءً وانطباعات وأحاسيس إنسانية؛ وهي كتبٌ أسلوبها سهل، تصورالمكان بأبعاده وألوانه، بمن فيه وما فيه، يأخذك مؤلفها معه في رحلته، يتحدث معك بصدق فتثق به وتأنس لما يقول.
بلغ عدد كتب الرحلات المنشورة (إلى عام 1424هـ) مئة وثلاثة، إضافة إلى ستين كتاباً لم تنشر بعد، وبذلك يكون مجموع كتب الرحلات مئة وثلاثة وستين كتابا، وهذا رقم قد يجعل العبودي أكثر مؤلف عربي معاصر ألّف في مجال الرحلات، لكن تميّز كتب رحلات العبودي ليس بسبب كثرتها وحسب، وإنما أيضاً لكون هذه الكتب تعتمد على رحلات قام بها المؤلف لهدف خدمة الإسلام والمسلمين، خاصة في البلدان التي فيها أكثرية غير مسلمة، وبالأخص البلدان التي لا نعرف عن المسلمين فيها إلا القليل، أولئك المسلمون المنسيون من إخوانهم في الدول الإسلامية، من أجل هؤلاء رحل العبودي إلى كل القارات وكثير من جزر البحار والمحيطات، وكتب عن المسلمين هناك وعن بلدانهم مذكرات يومية، تحولت إلى هذا العدد من الكتب. وللعبودي كتب أخرى -غير كتب الرحلات- منشورة وغير منشورة، تجعل عدد كتبه يصل إلى مئة وتسعة وثمانين كتابا. (إلى شمال الشمال: بلاد النرويج وفنلندا، ص3-13 والغلاف الأخير).
أدب الرحلة عند العبودي
وقد تحدث الدكتور حسن بن فهد الهويمل عن «أدب الرحلة عند العبودي»وأشار في البدء إلى علاقته بشخصية المحتفى به التي تعود إلى ما قبل خمسين سنة وذلك في صبيحة 15/2/1374هـ عندما كان في السنة الرابعة وذهب إلى المكتبة الصغيرة التي كان مشرفها الشيخ العبودي.
كما أشار الهويمل إلى أن العبودي يصف رحلاته في أسلوب سلس وواضح وكان المحورالأساسي في رحلاته هو الدعوة إلى الله حيث لم يدع مكاناً على وجوه الأرض إلا وقد زاره.
المداخلات
* تساءل الأستاذ محمد الحبيب عن مذكرات الشيخ محمد بن ناصر العبودي، فأجاب عن ذلك الأستاذ محمد المشوح الذي للتو فرغ من طباعة كتابه «عميد الرحالين» عن شخصية المحتفى به.
* وصم الدكتور نبيل المهش شخصية المحتفى به بابن بطوطة عصره وأشاد بانفتاحه وتنورّه واحتفائه بالمرأة وهذا ما يلاحظ من خلال الصور التي تحتفى بها كتب رحلاته.
* عدّ الدكتور ناصر بن علي الحارثي العبودي بأنه يشكل مدرسة علمية، وهو ذو خبرة في مجال الرحلات والمعاجم الجغرافية.
* تساءل رئيس نادي أبها الثقافي الأستاذ محمد بن عبدالله الحميد عن امكانية تجميع رحلاته العبودي في مجلدات حتى تستفيد منه الأجيال.
|